تتزايد المطالب الاجتماعية لمتضرري الزلزال في المغرب برفع المعاناة و تحسين أوضاعهم "غير الانسانية" التي تزداد سوءا بعد مرور أكثر من 5 أشهر من الكارثة التي ضربت عدة أقاليم, وحمل حكومة المخزن للتكفل بانشغالاتهم بدلا من التماطل و التهرب من مسؤولياتها. و نظم منكوبو زلزال (الحوز) بتارودانت أمس السبت مسيرة احتجاجية قطعوا خلالها حوالي 80 كلم مشيا على الأقدام في اتجاه مقر ولاية (جهة سوس ماسة) بمدينة أكادير, مطالبين السلطات بالتدخل و حل مشاكلهم, ومعلنين رفضهم ب "تماطل" السلطات الإقليمية في معالجة شكاياتهم المتعلقة بعدم استفادتهم من تعويضات بناء وإصلاح مساكنهم المهدمة بفعل الزلزال. ورغم صرخاتهم أمام باب "عمالة إقليم تارودانت", إلا أن القوات الأمنية منعتهم من الولوج, ما اضطر المحتجين وهم بالمئات إلى الانطلاق مشيا على الأقدام صوب ولاية الجهة بمدينة أكادير لإسماع صوتهم والمطالبة بالتدخل "العاجل". و سبق للساكنة المتضررة أن نظمت مجموعة من الاشكال الاحتجاجية و استنكرت الوعود "الكاذبة" للمسؤولين الذين قدموها لهم لوضع حد للمشاكل التي يتخبطون فيها منذ أشهر. وكانت عشرات الاسر خرجت في مسيرات ووقفات احتجاجية خلال الأسابيع الأخيرة بعدة مناطق متضررة تنديدا بالوضع المزري ومطالبة بحقها في الدعم ورفع التهميش و الاقصاء, معربة عن استنكارها للطريقة التي تم بها تدبير الدعم المخصص للمتضررين. كما اشتكى المتضررون من الجوع والعطش و العيش في الخيام وفي العراء وتحت رعب متواصل, لا سيما في ظل قساوة الطقس وانعدام أدنى مقومات الحياة. و أمام المعاناة الاجتماعية المتواصلة لمنكوبي الزلزال, دق حزب "النهج الديمقراطي العمالي" بجهة الجنوب, ناقوس الخطر لتفاقم الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والبيئية في الاقاليم المتضررة ب "فعل السياسات المخزنية اللاشعبية الممنهجة وسوء التدبير لعدة قطاعات وبالفساد المستشري في عدة مؤسسات حكومية". كما حمل ذات الحزب المسؤولية للسلطات إقليميا وجهويا ووطنيا في ما تعرفه المنطقة من احتجاجات نتيجة التهميش و الإقصاء والمماطلة في الوفاء بالوعود وتلبية المطالب, محذرا من كل مخطط يهدف إلى تهجير السكان من أراضيهم "تحت مبرِر خطر الزلازل بغاية الاستلاء عليها". و قال "النهج الديمقراطي العمالي" أنه "يتابع بقلق الأوضاع الاجتماعية و الاقتصادية للساكنة بمجموعة من الجماعات الترابية المنكوبة بإقليم تارودانت جراء زلزال 8 سبتمبر الماضي الذي ضرب جبال الأطلس الكبير وخلف العديد من الضحايا في الأرواح و الممتلكات والبنيات الأساسية, وتأثيراتها النفسية والاجتماعية والاقتصادية على الساكنة. وسجلت ذات التشكيلة السياسية بأن هذا الأمر وقف عليه كحزب سياسي أثناء الزيارة الميدانية التي قام بها الفرع الجهوي للمنطقة بتاريخ 1 أكتوبر 2023 وقد طالب حينها بإيجاد حلول مستعجلة لكل المشاكل الناتجة عن هذا الزلزال المدمر,"دون إقصاء أو تمييز بين المتضررين والمناطق", مبرزا أن العديد من سكان المنطقة المتضررة "اضطرت أمام الاقصاء والتهميش وعدم الاستجابة لمطالبها إلى تنظيم أشكال احتجاجية تمثلت في وقفات ومسيرات أمام مقر عمالة إقليم تارودانت طيلة خمسة أشهر الأخيرة".