يواصل المتضررون من الزلزال الذي ضرب المغرب في سبتمبر الماضي ودمر معظم مساكن سكان إقليم الحوز (جنوب غرب المملكة)، مسيراتهم الاحتجاجية تعبيرا عن غضبهم ازاء عدم اكتراث نظام المخزن لمعاناتهم، في ظل عدم إنصافهم وتعويضهم عن الأضرار التي لحقت بهم. وتصاعد الاستياء في اوساط ضحايا الزلزال الذين وجدوا أنفسهم، رغم مرور كل هذه الأشهر عن الكارثة، يفترشون الأرض في العراء دون أي إعانة من السلطات التي بلغ بها الامر، الى حد مطالبتهم بالعودة لمنازلهم المتضررة بشكل كبير، مع كل ما يمثله ذلك من خطر على حياتهم، بسبب عدم إعادة بنائها أو إصلاحها حتى الآن. ويواصل ضحايا الزلزال تنفيذ مسيرات ليلية لمئات الكيلومترات على الاقدام باتجاه مدينة مراكش، في اطار الاحتجاجات التي يخوضونها، خاصة سكان دواوير جماعة إغيل و اجوكاك، إحدى أكثر المناطق المتضررة من الزلزال. وأكدت النائبة البرلمانية عن فيدرالية اليسار الديمقراطي، فاطمة التامني، ان "الإقصاء من الدعم المباشر وكذلك الدعم المخصص للتعويض عن الأضرار الناجمة عن زلزال الحوز، تسبب في موجة من الاحتجاجات بالنسبة للعديد من الدواوير التابعة لإقليم الحوز، وكذلك الشأن بالنسبة لإقليم تارودانت. ففي جماعات كل من ثلاث يعقوب و اغبار و إغيل و اجوكاك بإقليم الحوز وعدد من الدواوير المتضررة، نظم المحتجون مسيرة مشيا على الأقدام نحو مراكش، قطعوا خلالها مسافة مائة كلم للتعبير عن غضبهم من الاقصاء و الحيف الذي طالهم، في تجاهل تام لمعاناتهم المتفاقمة". وأوضحت المتحدثة أن "المعطيات المتوفرة تفيد أن المتضررين تلقوا عددا من الوعود من طرف المسؤولين، إلا أنها لم تتحقق على أرض الواقع لحد الساعة، حيث لايزال العديد من المواطنين المتضررين يواجهون متاعب كبيرة و إقصاء من أي استفادة وتركوا عرضة للتنقل بين الإدارات المحلية دون نتيجة، علما أنهم تقدموا بعشرات الملتمسات من أجل مراعاة الوضع الصعب الذي يعيشونه، وطالبوا بتشخيص دقيق لحجم الأضرار التي لحقت بيوتهم، وكذا بإنصافهم وفق حاجياتهم الفعلية، إلا أن ملتمساتهم قوبلت بالرفض بدون حجج مقنعة". وشددت فاطمة التامني على أن "عملية الإعمار تعرف الكثير من الضبابية والارتجالية، وعدم وجود خارطة طريق واضحة، إلى جانب أن العمليات المفعلة كالهدم وإزالة الركام وغيرها تسير بوتيرة جد بطيئة، مما أدى إلى عدم اطمئنان الساكنة وتخوفها من أن تصبح المنطقة اسوأ مما كانت عليه". يذكر أن سكان دواوير جماعة إغيل و إجوكاك خاضوا مسيرة على الأقدام نحو مدينة مراكش مرورا على مقر عمالة إقليم الحوز، للتعبير عن غضبهم من رفض طلبات استفادتهم من الدعم المخصص لضحايا الزلزال. وأكد المشاركون في هذه المسيرة عدم استفادتهم من أي تعويضات بمبرر عدم أحقيتهم في ذلك، رغم أن دواويرهم تعرضت لأضرار جسيمة و أودت بحياة العديد من أقربائهم، بحكم وجودها في قلب بؤرة الزلزال. كما احتج المتظاهرون على طلب السلطات لهم بالعودة لمنازلهم المتضررة جراء الزلزال، رغم الخطر الذي قد تشكله على حياتهم بسبب عدم إعادة بنائها و إصلاحها حتى الآن. وأظهرت مقاطع فيديوهات بثت على مواقع التواصل الاجتماعي، رجالا ونساء من بينهم كبار السن، ينامون في العراء بمراكش للتعبير عن واقعهم المؤلم، ولمطالبة السلطات الالتزام بوعودها تجاه الضحايا. وأكدت تقارير أن الكثير من الضحايا لم يتلقوا حتى الآن ولا درهما واحدا كتعويض، معتبرين ذلك "عيبا وعارا على نظام يواصل الترويج لمساعدات ولخدمات اجتماعية واهية".