أجمع مشاركون يوم الثلاثاء في أشغال الملتقى الوطني الأول حول "مسيرة المجاهد المؤرخ الراحل الدكتور جمال قنان (1936-2021)" بجامعة البشير الإبراهيمي ببرج بوعريريج أنه كان من أبرز المؤرخين الجزائريين في التاريخ الحديث والمعاصر وأحد الرواد الذين وضعوا أسس المدرسة التاريخية الجزائرية. و أبرز مدير جامعة البشير الإبراهيمي البروفيسور بوعزة بوضرساية بأن الملتقى يهدف إلى "التعريف بسيرة هذا المؤرخ في الكفاح المسلح ضد الاستعمار الفرنسي و بدوره في كتابة تاريخ الجزائر الحديث والمعاصر"، لافتا في هذا السياق الى أن "الفقيد جمال قنان كان من الأوائل الذين جندوا أبناء المنطقة للالتحاق بالثورة التحريرية بداية من سنة 1955، كما كان سياسيا مخضرما أفاد الوطن و أوصل صوت الجزائر إلى العديد من المحافل الدولية ويعد من الأقلام الأولى التي واجهت الفكر الاستعماري الهدام". من جهته، اعتبر الدكتور مصطفى نويصر من جامعة الجزائر 2 و الذي تتلمذ على يده أن هذا المؤرخ يعتبر "شخصية متكاملة" و بعد عودته من فرنسا و حصوله على شهادة الدكتوراه من جامعة السوربون التحق بالتعليم العالي بجامعة الجزائر سنة 1970 إلى غاية 2018 و أصبح مدرسا ومؤطرا وباحثا و أصدر العديد من الكتب والأبحاث في التاريخ". و بدوره، ذكر الأستاذ الدكتور عمار بن خروف من جامعة بوزريعة (الجزائر العاصمة) فضائل جمال قنان الكثيرة و"جهوده الحثيثة في تكوين الأجيال ومرافقته في بعض الملتقيات. وكان أستاذا متميزا في طريقة تدريسه بلغته الراقية"، مشيرا إلى أنه درس بمعهد بن باديس بقسنطينة و بجامع الزيتونة (تونس). و تناول الملتقى خمسة محاور منها نشأته و دراسته بقسنطينة ثم التحاقه بالثورة التحريرية والمسؤوليات التي أسندت له خلالها و كذا مواقفه وجهوده في التأسيس للمدرسة التاريخية الجزائرية، فيما تضمن المحور الأخير إنتاجه العلمي وكتاباته في تاريخ الجزائر الحديث و المعاصر. للإشارة، فقد نشط هذا اللقاء كوكبة من الأساتذة قدموا من عديد جامعات الوطن إلى جانب حضور نجله عبد الباسط قنان وكذا أعضاء من الأسرة الثورية و طلبة و ممثلين عن المجتمع المدني و مهتمين بملف الذاكرة الوطنية.