شكل موضوع المتخيل التاريخي في الأدب الجزائري – النص والمرجع- محور ملتقى احتضنته قاعة المحاضرات الكبرى لجامعة البشير الإبراهيمي ببرج بوعريريج والذي بادرت إلى تنظيمه كلية الآداب واللغات بالجامعة ومخبر الثقافة الوطنية في الأدب الجزائري الحديث والمعاصر بمشاركة العديد من الدكاترة من الجامعات الوطنية. أكد مدير الجامعة بوضرساية في كلمته، أن الملتقى سيعرف تنشيط 50 مداخلة منها 20 لها صلة بالموضوع، وسيتم خلالها إبراز البعد الحضاري للجزائر والمحافظة على الذاكرة الوطنية، والتأكيد لأعداء الوطن بان هناك تاريخ يضرب في أعماق الأمة التي لها جذورها التاريخية، والذين سعى مؤرخوها ومثقفوها لنفض الغبار عن التاريخ الذي حاول المستعمر بكل ما أوتي من قوة من تشويهه غير أن المدرسة الوطنية التاريخية، من خلال هذه الملتقيات التي بمثابة رسالة حضارية لتوعية الطلبة، ستبين للجيل الجديد بأننا قارة بها رجال يسعون لحماية الوطن، والحفاظ على أرضنا ووطننا وحدودنا. من جهتها، رئيسة اللجنة العلمية الدكتورة سماح بن خروف أوضحت بأن محاور الملتقى انصبت في الحضور والاستدعاء التاريخي في جميع الأجناس الأدبية سواء كانت شعرا أو مسرحا أو رواية أو قصة قصيرة، مشيرة إلى وصول مداخلات عدة أقصاها 64 مداخلة أين تم اختيار 51 منها موضحة وجود طلبة الدكتوراه، لاستغلال وجود الأساتذة لتطوير بحوثهم هذا وأكدت رئيسة الملتقى الدكتورة حفيظة بن قانة بأن الرواية الجزائرية تراهن على الخيال تحقيقا للحمال ويراهن التاريخ على الفعالية والحركية تحقيقا لوجود أي أمة بحيث شغلت الجدلية بين التخيل والتاريخ اهتمام المشهد النقدي في الجزائر، عبر تفعيل جهود نقدية سعت لاكتشاف حيثيات العلاقة التي تصل وتفصل بين الرواية المخيلة للتاريخ في التوفيق بين المخيل السردي والمتحقق التاريخي، وطبيعة مناقشة إمكانية مساعدة الرواية على قراءة التاريخ، هل تتبع مدى وعي الروائي بمعطيات وإبعاد استدعاء الذاكرة التي تستوعب الماضي وتعبر عن الحاضر وتستشرف المستقبل وما موقعه من الإضافة الجمالية التي يحققها توظيف التاريخ. أما مدير مخبر الثقافة الوطني الدكتور عبد الله بن صفية أوضح بأنه ما يراد منه طرح إشكالية أساسية كان قوامها أين يبدأ التاريخ في الأدب، وأين ينتهي كيف تم على النص الجزائري، وما هي دلالته وما وظيفته النصية أسئلة جوهرية يجيب عليها المتدخلون من 22 ولاية وسيحاولون الطلبة الاحتكاك بهؤلاء من أجل العلاقة المعرفية، وبخصوص هذه الإشكالية وخلال الملتقى تم إبرام اتفاقية والإعلان عن بنودها العلمية ليتم افتتاح الجلسة العلمية بمداخلة للأستاذ الدكتور اليامين بن تومي حول التاريخ والمتخيل، قراءة في الأصول الابستيمولوجية، وكذا آليات استحضار الذاكرة الوطنية في الأعمال الأدبية للدكتور أسامة عميرات.