نشط عدد من الجامعيين-المؤرخين والباحثين في التاريخ أمس الأربعاء، بالجزائر العاصمة، ندوة فكرية حول "دور الإذاعة الجزائرية في خدمة الذاكرة الوطنية"، أبرزوا خلالها الدور الهام الذي أدته الإذاعة في دعم وتدويل الثورة الجزائرية و الحفاظ على مختلف الشهادات والتقارير الخاصة بالتاريخ والذاكرة الوطنية. وجرت هذه الندوة التي نظمتها القناة الوطنية الثقافية بقاعة المحاضرات "عيسى مسعودي" للإذاعة الجزائرية والتي تم بثها على المباشر وبشكل متزامن عبر كل الإذاعات الجهوية للبلاد، بحضور المدير العام للإذاعة الجزائرية محمد بغالي و مسؤولي القنوات الإذاعية الوطنية، وذلك بمناسبة اليوم الوطني للذاكرة, الذي أقره رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون واحياء للذكرى ال79 لمجازر 8 ماي 1945. وأبرز المتدخلون في هذه الندوة من بينهم رئيس اللجنة المختلطة الجزائرية الفرنسية للتاريخ والذاكرة، الدكتور لحسن زغيدي والصحفي ومنتج حصص تاريخية بالإذاعة الثقافية, عبد القادر جامع وأستاذ القانون بجامعة الجزائر الدكتور عبد الكريم سويرة وأستاذة التاريخ, وهيبة قطوش, "المهمة النبيلة للإذاعة الجزائرية" خلال حرب التحرير، خاصة "في إعلام الجزائريين وإسماع صوت الجزائر في حربها ضد المحتل الفرنسي من أجل استقلالها". وأكد الدكتور لحسن زغيدي على "أهمية" رسالة رئيس الجمهورية في هذه الذكرى, كونها تذكر بالتزاماته و التزامات الدولة الجزائرية "بالحفاظ على الذاكرة الوطنية و معالجة الملف المتعلق بها, مع الطرف الآخر". كما استعرض السيد لحسن زغيدي مدى تقدم أعمال اللجنة المختلطة التي تسير ,كما قال ,على "الطريق الصحيح" لاسترجاع في هدوء وبموضوعية سيما "ما نهب في فترة الاحتلال الفرنسي" وكذا استعادة "أرشيف يضم مليوني وثيقة". وأكد الصحفي و المنتج عبد القادر جامع, من جهته, على الدور الهام الذي لعبته الإذاعة الجزائرية إبان ثورة نوفمبر المجيدة، مذكرا أنها كانت "احدى العوامل الحاسمة للتاريخ". و ذكر الدكتور عبد الكريم سويرة ب"الانتهاكات و الممارسات الغير إنسانية و الدنيئة، المدعمة بترسانة من القوانين العنصرية و الإقصائية التي أقرتها الإدارة الاستعمارية منذ 1830 ضد الجزائريين"، في حين أشارت السيدة وهيبة قطوش الى "أهمية الإذاعة" كونها تمثل بالنسبة لها كجامعية، "خزان معارف و معلومات" حول "مختلف "الحقائق, المحطات او الأحداث التاريخية, من خلال شهادات, لقاءات أو روبورتاجات إذاعية."