وقع أكثر من 200 موظف من مؤسسات ووكالات الإتحاد الأوروبي على رسالة أعربوا فيها عن "قلقهم المتزايد" إزاء "اللامبالاة" في تعاطي الإتحاد مع الأزمة الإنسانية الناتجة عن حرب الإبادة الجماعية التي يقترفها الكيان الصهيوني في قطاع غزة, معتبرين أنها "تتعارض مع قيمه الأساسية وهدفه المتمثل في تعزيز قيم السلام". واستشهدت الرسالة التي تم نشرها يوم الجمعة من قبل صحيفة "الغارديان" البريطانية ووقع عليها 211 شخصا بصفتهم الشخصية كمواطنين, وموجهة إلى كبار المسؤولين الثلاثة في الاتحاد الأوروبي (رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين, ورئيسة البرلمان الاوروبي روبرتا ميتسولا ورئيس المجلس الاوروبي شارل ميشيل), بالحكم الصادر عن محكمة العدل الدولية في يناير الماضي, الذي أشار إلى "وجود خطر حقيقي على الفلسطينيين بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية". وحذرت الرسالة من أن "استمرار الاتحاد الأوروبي في اللامبالاة تجاه محنة الفلسطينيين يهدد بتطبيع نظام عالمي يحدد فيه الاستخدام المطلق للقوة, بدلا من نظام قائم على القواعد, أمن الدولة وسلامة أراضيها واستقلالها السياسي". وجاء في الرسالة ايضا: "لقد أنشأ أجدادنا, الذين شهدوا أهوال الحرب العالمية الثانية, أوروبا على وجه التحديد لتجنب مثل هذا النظام العالمي القاتم". وتابعت بالقول: "إن الوقوف مكتوفي الأيدي في مواجهة مثل هذا التآكل في سيادة القانون الدولي يعني فشل المشروع الأوروبي كما تصوروه. وهذا لا يمكن أن يحدث باسمنا". وقال زينو بينيتي, أحد المنظمين: "لم نستطع أن نصدق أن قادتنا الذين كانوا يتحدثون عن حقوق الإنسان والذين وصفوا أوروبا بأنها منارة حقوق الإنسان, أصبحوا فجأة صامتين للغاية بشأن الأزمة التي تتكشف في غزة". وتسلط الرسالة الضوء على العديد من المنظمات غير الحكومية التي دعت مرارا إلى وقف إطلاق النار, مضيفة أن "عجز الاتحاد الأوروبي عن الاستجابة لهذه الدعوات اليائسة المتزايدة يتناقض بشكل واضح مع القيم التي يمثلها الاتحاد الأوروبي والتي ندافع عنها". ومن المتوقع تسليم الرسالة اليوم إلى رئيسة المفوضية الأوروبية ورئيسة البرلمان الاوروبي ورئيس المجلس الأوروبي.