ووري الثرى, يوم الأربعاء, بمقبرة عين البيضاءبوهران, جثمان المهاجم السابق للمنتخب الوطني لكرة القدم في سنوات السبعينيات سيد أحمد بلكدروسي, الذي توفي أمس عن عمر ناهز 73 عاما, بحضور جمع غفير ضم السلطات المحلية والأقارب والأصدقاء واللاعبين السابقين من مختلف الأندية التي تقمص الفقيد ألوانها خلال مشواره الكروي. وقد كانت علامات التأثر بادية على محيا الحاضرين لرحيل مهاجم ''الخضر" السابق, حيث أجمعوا على الإشادة بصفاته الإنسانية, مسلطين الضوء على سلوكه المثالي خلال جميع مراحل مسيرته الكروية التي شهدت ارتداءه لقمصان العديد من فرق غرب البلاد, على غرار رائد غرب وهران (1966-1969) وغالي معسكر (1969-1971) ومولودية وهران في فترتين مختلفتين (1971-1977) و (1978-1979). وصرح الأمين العام السابق لمولودية وهران, كريمو حساني, ل /وأج, على هامش تشييع جنازة الفقيد : ''عرفت المرحوم عندما قمنا باستقدامه من غالي معسكر عام لقد كان بسيطًا جدا, ويمتلك إمكانات هجومية هائلة, حيث كان من بين أحسن لاعبي مركز قلب الهجوم في الجزائر. شخصيا, عايشت خمسة أجيال في مولودية وهران, وأعتبر الجيل الأول الذي ينتمي إليه الفقيد بأنه كان الأفضل من جميع النواحي, حيث كان يضم في صفوفه عددا من النجوم, يتقدمهم لخضر بلومي''. من جانبه, استذكر شمس الدين بن سنوسي, الرئيس الحالي للنادي الهاوي لمولودية وهران, والعضو السابق في إدارة هذا النادي, عندما حط الفقيد الرحال بتشكيلة "الحمراوة", وخطواته الأولى بألوان نادي عاصمة الغرب الجزائري. وقال في هذا الصدد : "أتذكر أننا أصرينا على جلبه من غالي معسكر عام 1972. لقد بذلنا قصارى جهدنا لضمه إلى فريقنا نظرا لموهبته الكبيرة. قبل بضع سنوات, أصيب بمرض عضال, وكنا على مستوى النادي الهاوي, قد قمنا ما كان باستطاعتنا لمساعدته, حيث كان ذلك واجب علينا تجاه أحد اللاعبين الذين كتبوا تاريخ المولودية بأحرف من ذهب''. كما أشاد حارس مرمى مولودية وهران السابق بشير سبع, بالراحل الذي لعب معه لمدة ثلاث سنوات, مضيفا أن بلكدروسي كان محل تقدير جميع زملائه "لأنه كان يخلق أجواء خاصة في المجموعة, لا سيما خلال تربصات الفريق". وتابع : "كنا نشعر جميعا بغيابه عندما لم يكن متاحا, نظرا لوزنه الكبير في التشكيلة وتأثيره عليها, سواء داخل الميدان أو خارجه. لقد كان قائدا حقيقيا". ووصف عمر بلعطوي, لاعب مولودية وهران والمنتخب الجزائري سابقا, بلكدروسي بأنه "أحد أفضل اللاعبين الذين أنجبتهم كرة القدم الوطنية", مضيفا أنه كان محبوبا من الجميع, داعيا الله عز وجل أن يسكنه فسيح جنانه. و توج الفقيد بلقب أحسن هداف للبطولة الجزائرية بقميص مولودية وهران في موسم 1972 -1973, رفقة عبد الحفيظ فندي (مولودية قسنطينة) ومراد دريج (شبيبة القبائل) ب 14 هدفا لكل لاعب, و كذلك أحسن هداف للبطولة في الموسم الكروي 1974- 1975 بمعية اللاعب السابق لرائد القبة, بوعلام عميروش ب18 هدفا, لكل منهما. ويتضمن سجله الذهبي كأس الجزائر لموسم 1975 مع مولودية وهران أمام مولودية قسنطينة (2-0) مسجلا الهدف الثاني لفريقه (د 83), فضلا عن الميدالية الذهبية التي فاز بها مع المنتخب الوطني ضد نظيره النيجيري في نهائي الألعاب الإفريقية التي احتضنتها الجزائر عام 1978, علما أنه ارتدى قميص "الخضر" في 20 مناسبة من 1974 إلى 1979, مسجلا خلالها 7 أهداف.