شكل موضوع "بناء مؤسسات الدولة للجزائر المستقلة: المجلس الوطني نموذجا" محور ندوة تاريخية نظمت اليوم بالجزائر العاصمة بمناسبة إحياء الذكرى ال60 لانتخاب أول مجلس وطني. وخلال هذه الندوة التي احتضنها منتدى جريدة المجاهد، بالتنسيق مع جمعية "مشعل الشهيد"، تطرق المشاركون الى الظروف السياسية التي أحاطت بانتخاب أول مجلس وطني بعد الاستقلال, مبرزين بطولات رئيسه المجاهد الراحل الحاج بن علا وحنكته السياسية والعسكرية ومساهمته في لم شمل القوى الوطنية الفاعلة. وفي هذا الصدد, أكد المجاهد والباحث عيسى قاسمي أن الحاج بن علا كان من "الشخصيات الوطنية المعروفة بحنكتها السياسية وبطولاتها العسكرية", مشيرا الى أنه من بين الرجال الذين "أخلصوا للوطن قبل وبعد الاستقلال". وذكر بأن الحاج بن علا كان من "الأعضاء البارزين في الحركة الوطنية, حيث ناضل في صفوف حزب الشعب الجزائري وكان عضوا في المنظمة السرية قبل أن يلتحق بالكفاح المسلح بعد اندلاع الثورة التحريرية على مستوى الولاية الخامسة التاريخية". كما استعرض "أبرز محطات حياته وكفاحه وصولا إلى مرحلة ما بعد الاستقلال، حيث تولى رئاسة المجلس الوطني التأسيسي بالنيابة بعد استقالة فرحات عباس في سنة 1963 قبل انتخابه على رأس المجلس الوطني سنة 1964". من جانبه, تطرق الأستاذ الباحث عامر رخيلة إلى ظروف تأسيس أول مجلس وطني منتخب بعد الاستقلال، والذي جاء بعد دستور 1963, مبرزا حرص القادة آنذاك على "بناء دولة القانون والديمقراطية التي تعبر عن سيادة الشعب". وبالمناسبة, أكد ممثل المجلس الشعبي الوطني، النائب هشام صفر, أن إحياء هذه الذكرى يشكل "فرصة لاستذكار تاريخنا المجيد ونقله إلى الأجيال المتعاقبة لربطها بالذاكرة الوطنية من خلال شحن حسها واعتزازها الدائم بوطنها". وشهدت الندوة تكريم عائلة المجاهد المرحوم الحاج بن علا الذي توفي سنة 2009.