كشف وزير الشؤون الدينية والأوقاف، أبو عبد الله غلام الله، أن "4000 مشروع مسجد قيد الإنجاز" في الجزائر "لا تخضع إلى مرجعية تاريخية لبناء المساجد في الجزائر". وقال غلام الله بمناسبة تنصيبه لأعضاء اللجنة العلمية المكلفة بإعداد أنماط هندسية لإنجاز المساجد أن بناء المساجد في الجزائر "لا تخضع للتنظيم" متؤسفا ل "تراجع الاهتمام بالجانب التراثي والحضاري والثقافي الجمالي للهندسة المعمارية في بناء المساجد". وحثّ الوزير أعضاء اللجنة "الغرف من العلوم التكنولوجيات الحديثة وكذا مختلف العلوم في إعداد التصميم للمؤسسة المسجدية وكذا من مختلف التصاميم الهندسية التاريخية والقديمة والأثرية والثقافية والمساجد التي بقيت شواهد تاريخية لمراحل معينة من تاريخ الجزائر". وأضاف بأن الأمر لا يقتصر على الاهتمام ببعض الخصوصيات بل يجب أن يشمل المخطط الهندسي والجوانب الاجتماعية والثقافية أخذها بعين الاعتبار عندما يتعلق الأمر بتصميم مشاريع بناء المساجد . في هذا اللقاء الذي شارك فيه ممثلو عن وزارة الشؤون الدينية ووزارة السكن والعمران وكذا مكاتب دراسات ومهندسين معماريين وأطراف أخرى معنية ببناء المساجد تم التطرق من خلاله إلى تقييم وضعية بناء المساجد وهندستها المعمارية واختيار أماكن بنائها وجوانب جمالية أخرى التي أصبحت شبه مهملة حاليا . كما تم التطرق إلى الأسباب التي تجعل المساجد المبنية حاليا تفتقد إلى الخصوصية الثقافية للمنطقة وكذا الإبداع والابتكار الهندسي المعماري ولا تترك بصمات إبداعية لأجيال المستقبل تعبر عن المرحلة التاريخية للمجتمع عكس ما كان عليه الأمر في الماضي وفي كل الأقطار العربية والإسلامية وحتى في العالم. وذكر بعض المشاركين أن العمران يقاس به حضارة الشعوب ويعتبر مرآة الشعوب مضيفا بأن الثقافة الوطنية غنية ويجدر بنا الغرف منها في إعداد التصاميم الهندسية وطبعها بالبصمة الجزائرية لكل المساجد والمرافق. وكشف وزير الشؤون الدينية أن وزارته ستنظم قريبا بقسنطينة ملتقى حول الموضوع للإحاطة به أكثر من كل الجوانب مضيفا بأن كل الأفكار المقدمة والاقتراحات في هذا اللقاء ستأخذ بعن الاعتبار. كما أشار إلى إشراك جهات أخرى معنية بالعمارة المسجدية للخروج بتوصيات ودفتر شروط يكون بمثابة الدليل والمرشد لكل لجنة مكلفة ببناء أي سرح مسجدي في أي منطقة من مناطق الجزائر.