ثمن خبراء اقتصاديون, اليوم الاربعاء, السرعة التي أبداها الطاقم الحكومي في الاستجابة للتعليمات التي أسداها رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, خلال اجتماع مجلس الوزراء الاخير والقرارات التي اتخذها والتي تضمنها خطابه لدى إحياء الذكرى ال50 لتأسيس الاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين, معتبرين ان ذلك يترجم المكانة المركزية لاهتمامات المواطن ضمن أولويات الدولة. وكان رئيس الجمهورية قد أسدى, الأحد الماضي, أوامر للحكومة بأهمية الوفاء بالتزاماته أمام الشعب وتنفيذ برنامجه الرئاسي كاملا وكذا اضطلاع الوزراء بالمهام الموكلة إليهم وتنفيذها على أحسن وجه خدمة للمواطن. كما وجه بإيجاد الحلول باستمرار للانشغالات المطروحة في الميدان بالسرعة المطلوبة والاحترافية الضرورية. كما أمر, أمس الثلاثاء, بتسهيل المرافقة البنكية للمستثمرين في مجال غرف التبريد و طي ملف ملكية العقار الفلاحي السنة القادمة. واليوم, ترأس الوزير الأول, السيد نذير العرباوي, اجتماعا للحكومة, خصص لوضع التدابير التنفيذية "للتكفل التام" بتوجيهات رئيس الجمهورية للحكومة خلال اجتماع مجلس الوزراء الأخير خاصة ما تعلق بانشغالات المواطنين وإعداد برامج العمل القطاعية. واستمعت الحكومة إلى عرض حول البرنامج الوطني لرفع قدرات تخزين الحبوب, والتقدم الحاصل في المشاريع الرامية لرفع قدرات تخزين الحبوب ووضع الاطر الكفيلة بمعالجة موضوع العقار الفلاحي و مسألة تمويل المنشآت التخزينية الفلاحية بالإضافة إلى اللحوم وتغذية الماشية بالتعاون مع الاتحاد العام للفلاحين الجزائريين. في هذا الاطار, نوه إسحاق خرشي, دكتور الاقتصاد و مدير المدرسة العليا للتجارة ب"التفاعل السريع" للطاقم الحكومي الجديد مع التوجيهات والاوامر التي اسداها رئيس الجمهورية مؤخرا, لافتا الى انها تعكس "مدى الاختيار الموفق للطاقم الحكومي و في الثقة التي جددها رئيس الجمهورية في الوزير الاول". واضاف أن هاته السرعة في التعامل تترجم ايضا "الاهمية التي يوليها رئيس الجمهورية وحرصه على التكفل بانشغالات المواطن التي هي على راس أولويات الدولة وفي صلب اهتماماتها" خصوصا فيما يخص قطاع الفلاحة و ما يتصل به من أمن غذائي للبلاد. ويرى السيد خرشي في نفس المنحى ان ذات الأهمية التي تحظى بها اهتمامات المواطن اليومية "جعلت الحكومة تلتئم في اجتماعها بعد 72 ساعة من التعليمات التي وجهها رئيس الجمهورية خلال اجتماع مجلس الوزراء وبعد 24 ساعة فقط من التوجيهات التي أسداها السيد الرئيس في خطابه بمناسبة احياء الذكرى الخمسون لتأسيس الاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين, هو ما يجعلنا نتفاءل خيرا فيما يخص التكفل بكل ما يهم المواطن". من جهته, أكد عبد القادر سليماني, الخبير و المستشار الاقتصادي, اننا نشهد "سرعة قصوى من جانب الحكومة في تنفيذ وتفعيل كل تعليمات رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, و في تعاملها مع الشأن العام" سواء في المجال الفلاحي أو البنكي أو تلك المتعلقة بانشغالات المواطنين و التكفل بها بالسرعة و الفعالية المطلوبة. وأوضح السيد سليماني أن هذه المقاربة في العمل الحكومي يتم لمسها في الوقت الحالي و بشكل أخص في المجال الفلاحي, مبرزا في ذات المنحى ان شعبة الحبوب حققت تقدما كبيرا لا سيما بالنسبة للقمح الصلب الذي سمح للجزائر "بتوفير نحو 1 مليار دولار بعد تقلص واردات الجزائر" موازاة مع مشاريع التخزين الكبرى في اطار الرؤية الاستشرافية لرئيس الجمهورية في مجال الامن الغذائي. ويرى العديد من المتتبعين أن الأهمية القصوى التي يوليها السيد رئيس الجمهورية لمسألة الأمن الغذائي, لا سيما مقاربته التي ترتكز على جعلها رهان استراتيجي يستوجب كسبه تؤشر لبرنامج طموح يحتاج لتعبئة جميع الفعاليات وانخراط كل الشركاء.