انطلقت أشغال ترميم واسعة لمسجد "الحنفي" الأثري، المتواجد بقلب مدينة البليدة، بهدف المحافظة على هذا الصرح الديني الذي تعرض في الآونة الأخيرة، لحالة من التدهور، حسبما عُلم من مديرية الشؤون الدينية والأوقاف. وأوضح مدير القطاع كمال بلعسل، ل«وأج"، أن مصالحه باشرت، بالتنسيق مع المديرية المحلية للثقافة والفنون، مؤخرا، في أشغال ترميم واسعة لمسجد "الحنفي"، الذي يعود تاريخ إنجازه إلى فترة الحكم العثماني، وبالضبط لسنة 1750. وأضاف أن العملية التي تكفل بها محسن مقاول من مدينة البليدة، ويشرف عليها مكتب دراسات مختص تابع لوزارة الثقافة والفنون، ستشمل خلال فترة الأشغال التي حددت ب45 يوما، ترميم سقف المسجد ومختلف مرافقه، على غرار بيت الوضوء. من جهته، ذكر مدير الثقافة والفنون، عمر مانع، أن مسجد "الحنفي" سيستفيد، بفضل هذه العملية، من أشغال صيانة وترميم، ستنجز وفق المعايير المعمول بها في المجال، لافتا إلى أنه تم التأكيد على القائمين على الأشغال، ضرورة الحفاظ على طابعه الأصلي المحدد في دفتر الشروط الخاص به. ويقع هذا الصرح الديني المشهور بصومعته ذات الأضلاع الثمانية، وفق الطراز العثماني، في الأحياء العتيقة الضيقة بوسط مدينة البليدة، وهو قريب من السوق الشعبية (السويقة)، كما تتميز واجهة المسجد بكونها بسيطة التصميم، وله مدخل واحد يتوسط نافذتين، تم تحويلهما لاحقا إلى مدخلين ثانويين، بسبب زيادة عدد المصليين. وتحتوي قاعة الصلاة المركزية على أربعة أروقة تقسمها ثلاثة صفوف من الأعمدة ذات تيجان من الطراز الحمادي، وفي كل صف خمسة أعمدة. ويتميز بيت الوضوء بوجود فوارة رخامية، ويتم الصعود إلى قاعة الصلاة التي تتسع ل400 مصل عن طريق درج موجود في هذا الأخير. كان هذا المسجد، الذي تعرض جزء كبير منه إلى التهديم، جراء الزلزال الذي تعرضت له المنطقة سنة 1825، والذي تسبب في تحطيم العديد من البنايات، قد استفاد من قبل من عدة عمليات ترميم، حسب السيد بلعسل الذي أكد أن هذه العملية هي "الأكبر من نوعها". ورغم كل ما تعرض له هذا الصرح الديني، الذي بناه العثمانيون الذين كانوا يتبعون مذهب الإمام أبي حنيفة النعمان، والذي تحول بعدها إلى المذهب المالكي المنتشر في المغرب العربي، إلا أنه يبقى واحدا من بين المناطق الأثرية التي تزين مدينة الورود، ويقصدها الزوار من داخل وخارج الوطن، باعتباره معلما دينيا مصنفا ضمن القائمة الإضافية للجرد الثقافي بالولاية، حسب مدير الثقافة والفنون.