حذر تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان بالصحراء الغربية (كوديسا) من خطورة استمرار الاحتلال المغربي في تنفيذ سياسة عقابية ممنهجة تعتمد على التحريض والدعوة إلى الكراهية والعنف ضد النشطاء السياسيين والحقوقيين والإعلاميين والمدونين الصحراويين في الجزء المحتل من الصحراء الغربية. و أكد التجمع الحقوقي الصحراوي, في بيان, أن الاعتداء الذي تعرض له الإعلامي الصحراوي محمد ميارة "ما هو الا حلقة من حلقات سياسة الترهيب والضغط والانتقام من النشطاء الحقوقيين والنشطاء السياسيين والإعلاميين الصحراويين بسبب دفاعهم سلميا عن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير ودعوتهم لاحترام حقوق الإنسان بالصحراء الغربية". و أعرب التجمع عن اعتقاده بأن هذا الاعتداء "مرتبط مباشرة بنشاط الإعلامي والحقوقي الصحراوي الذي يعمل ضمن الفريق الإعلامي +ايكيب ميديا+ على توثيق وفضح الجرائم ضد الإنسانية المرتكبة من قبل الاحتلال المغربي في حق المدنيين الصحراويين بالجزء المحتل من الصحراء الغربية". و ذكر بأن والد محمد الهيبة ميارة تم اختطافه عام 1975 رفقة إخوته الثلاثة من قبل الاحتلال المغرب و تم اقتيادهم, إلى جانب المئات من المدنيين الصحراويين المختطفين, إلى مراكز احتجاز سرية داخل المغرب تم الكشف عن جزء منهما عام 1991 في حين استشهد والده خلال فترة اختطافه القسري. و في تطور آخر, يضيف البيان, "تعرض الإعلامي والسجين السياسي الصحراوي السابق يحظيه الصابي, مدير شبكة +الكركرات+ الإعلامية الصحراوية للتضييق عندما منع من حقه في تجديد جواز سفره بتاريخ 20 نوفمبر الماضي بالعيون المحتلة وهو ما يعد انتهاكا صارخا للحق في التنقل". و أعرب تجمع "كوديسا" عن تضامنه المبدئي مع الإعلاميين الصحراويين محمد ميارة و يحظيه الصابي وكافة ضحايا قمع الاحتلال المغربي, داعيا المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية و الإعلامية الدولية إلى إدانة هذه الجرائم المستمرة المرتكبة من قبل الاحتلال المغربي والعمل على توفير آلية دولية لحماية المدنيين والنشطاء الحقوقيين والإعلاميين الصحراويين بالجزء المحتل من الصحراء الغربية وضمان احترام حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والسيادة على ثرواته. يشار الى أن الصحفي الصحراوي محمد ميارة تعرض مؤخرا لاعتداء وحشي من قبل عناصر من جهاز الامن المغربي يرتدون ملابس مدنية, ما اضطره إلى تلقي العناية الطبية بالمستشفى. ويعكس هذا الحدث السياسة القمعية لدولة الاحتلال المغربية ضد الصحفيين والنشطاء والشعب الصحراوي بأجمعه. وتواصل سلطات الاحتلال, في إطار سعيها الدائم للحفاظ على الحصار الإعلامي المفروض على الصحراء الغربية, معاقبة ممارسة الصحافة بلا هوادة في الأراضي المحتلة, من خلال الاضطهاد والمضايقة وسوء المعاملة والاعتقالات التعسفية.