تتواصل جرائم الاحتلال المغربي بحق المدنيين الصحراويين من اجل ترهيبهم و ثنيهم عن المطالبة بحقهم الشرعي في تقرير المصير، حيث شددت سلطات الاحتلال حصارها المفروض على الإقليم المحتل و زادت من تضييقها على النشطاء والإعلاميين الصحراويين. وفي هذا الإطار، أفادت تقارير إعلامية صحراوية،بأن الصحفي الصحراوي الصابي محمد يحظيه تعرض للتهديد والإعتقال من طرف قوات الاحتلال المغربي، وذلك "بسبب رفضه تقديم رشوة للمرور والتوقيع على وثيقة قدمها له عنصر أمن من قوات الاحتلال". وندد الصابي يحظيه بهذه "الإجراءات التعسفية غير القانونية والعنصرية ضده،لأنه لا توجد مادة في مدونة السير تشرع ذلك", مشيرا إلى أن "هذه الممارسات التضييقية والانتقامية سببها نضالهم من اجل طرد الاحتلال, والهدف منها تخويفهم وترويعهم". وذكرت ذات المصادر أن اعتقال الصحفي الصحراوي الصابي محمد يحظيه "استمر داخل احدى المراكز الامنية لقوات الاحتلال, بشكل غير قانوني, ليتم الإفراج عنه بعد فرض غرامة مالية ظلما, ما يعكس الوضع الذي يعيشه الصحراويون والتعسف في استعمال السلطة". من جهة أخرى،أعلن تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان بالصحراء الغربية (كوديسا), في بيان له تحت عنوان "جرائم الألغام"، عن وفاة المدني الصحراوي العروصي أماد الإدريسي, متأثرا بمضاعفات الحروق التي ظل يشتكي منها نتيجة انفجار لغم أرضي بسيارته المدنية يوم 30 أغسطس بمنطقة حاسي بوكفة، بضواحي مدينة الداخلة المحتلة. يشار إلى أن العروصي أماد الإدريسي عضو ضمن "تنسيقية الوديان الثلاثة" التي تأسست مؤخرا "للتنديد ومنع استيلاء قوة الاحتلال المغربي على أراضي المدنيين الصحراويين وتسليمها بطرق غير شرعية ومنافية للقانون الدولي الإنساني إلى مجموعة من الشركات و المستثمرين المغربيين والأجانب". جدير بالذكر أن الاحتلال المغربي عمد الى زرع الألغام المضادة للأشخاص في الصحراء الغربية المحتلة, لاستهداف الشعب الصحراوي الرافض للاحتلال والمطالب بالحرية والاستقلال, حيث تصنف الأراضي الصحراوية من بين الاراضي الأكثر تلغيما في العالم وذلك بضمها أكثر من 7 ملايين لغم مبعثر, حسب إحصائيات قدمها رئيس الجمعية الصحراوية لمكافحة الألغام, عزيز حيدر. هذا و أكد عزيز حيدر أن المغرب "لم يبخل على الأراضي الصحراوية بأي وسيلة من وسائل الدمار الشامل, حيث زاد من تلويثها ببناء الجدار الرملي الفاصل الممتد على طول 2700 كلم, الذي قسم من خلاله الأراضي والعائلات الصحراوية إلى قسمين". من جهته، ذكر مسؤول العمليات في المكتب الصحراوي لتنسيق الأعمال المتعلقة بالألغام, البشير غيثي النح، أن الاحتلال المغربي واصل عمليات التلغيم بشكل "رهيب كما ونوعا"، بحيث أنه جعل من الجدار الرملي أطول حقل ألغام في العالم وأكثرها كثافة, كما أنه "اضحى الحاجز الوحيد الذي لا يشمل على الألغام فقط بل أيضا على العسكرة والكلاب والسياج والأسلاك الشائكة". هوارية عبدلي