نظم المتحف الوطني للمجاهد, اليوم السبت بالجزائر العاصمة, ندوة تاريخية عن المسار السياسي والجهادي للبطل الرمز ديدوش مراد بمناسبة ذكرى السبعين لاستشهاده, تحت عنوان "ديدوش مراد فيلسوف الثورة الجزائرية, بين الرغبة في الاستشهاد وعزم الانتصار". وبالمناسبة التي حضرها ممثلو الأسرة الثورية وعائلة الشهيد ديدوش مراد, أكد مدير المتحف, السيد حسان مغدوري, أن الشهيد "الذي كان من بين الأبطال الذين صنعوا مجد الجزائر وعبدوا الطريق أمام الاستقلال, آمن بأنه خلق من أجل أن يموت من أجل الوطن", مستذكرا مقولته الشهيرة "+إذا ما استشهدنا فحافظوا على ذاكرتنا+, وكله أمل في المستقبل وفي أن تستكمل الأجيال المسيرة". وأضاف مدير المتحف أن وزارة المجاهدين وذوي الحقوق "دأبت على إحياء ذكرى رموز الثورة التحريرية و استذكار أمجاد الأبطال الذين بفضلهم --كما قال-- نعيش نعمة الاستقرار والأمل في المستقبل, هدفها في ذلك ربط جيل الثورة بالأجيال الناشئة وصون أمانة الشهداء والمحافظة على اللحمة الوطنية ضمن توجيهات رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, الذي ما فتئ يشدد على الاهتمام بالذاكرة الوطنية". وقال أن الوزارة تعمل من جهتها على تنفيذ سياسة رئيس الجمهورية في حمل رسالة التاريخ الوطني للأجيال, لا سيما في هذه المرحلة التي "تقتضي منا المحافظة على هذا التاريخ والوقوف في وجه أولئك الذين يحاولون طي صفحة الماضي", مؤكدا في ذات السياق على أن الشعب الجزائري "سيبقى وفيا لرسالة الشهداء وحافظا لهذه الوديعة وبأن الجزائر عازمة على استكمال مسار التنمية ضمن قيمها الوطنية وأبعادها الحضارية العريقة". ومن خلال بعض مداخلات الأساتذة الجامعيين وشهادات حية لمجاهدين, تم إبراز خلال هذه الندوة الشخصية الثورية العظيمة للشهيد ديدوش مراد المدعو ثوريا "سي عبد القادر" الذي كان أصغر القادة الستة الذين فجروا الثورة وأولهم استشهادا بعد أن سبل حياته للوطن. كما أبرز المتدخلون أن الشهيد "كان شخصية ذات كاريزما قوية جدا وكفاءة عالية في القيادة, وكان مناضلا وطنيا صادقا تربى في مدرسة الوطنية وحزب الشعب والكشافة الإسلامية وحمل فلسفة تحمل كرامة الإنسان قبل كل شيء". وفي هذا الخصوص, حرص المؤرخ دحمان تواتي في مداخلة حملت عنوان "ديدوش مراد والإصرار على الفعل الثوري", على الوقوف عند مغزى الندوة قائلا بأنه "لا بد أن نستلهم الدروس والعبر ونتذكر هؤلاء الأبطال الذين صنعوا معركة التحرير". كما تحدث الأستاذ المجاهد عبد الله عثامنية والمجاهد ملزي صالح عن بعض محطات المسار الثوري للشهيد الذي ورغم صغر سنه, إلا أنه لم يخش الموت ومنح حياته للجزائر وفضل الاستشهاد بكل كرامة. وتميزت الندوة بعرض فيلم وثائقي عن "سي عبد القادر" و تكريم أفراد عائلة الشهيد.