شهدت سوريا، أمس، الإثنين، تصعيدًا أمنيًا جديدًا في كل من العاصمة دمشق ومدينة حلب، حيث أعلنت قوات الأمن الداخلي عن إفشال هجوم لفلول النظام السابق على حاجز أمني في حي المزة بدمشق، وفق ما أفاد به مصدر أمني لمراسل "الجزيرة". وفي الشمال السوري، أكد العقيد حسن عبد الغني أن وحدات الجيش السوري تمكنت من التصدي لهجوم نفذته "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) على جبهة الأشرفية بمدينة حلب، موقعة خسائر في صفوف المجموعات المهاجمة. يأتي هذا التصعيد الجديد بالتزامن مع استمرار العمليات العسكرية في المناطق الساحلية لملاحقة فلول الأسد، حيث تتركز المواجهات حاليًا في أرياف اللاذقية وطرطوس، في حين تسود أجواء من الهدوء الحذر في مراكز المدن الكبرى. وأفادت مصادر عسكرية ل القدس العربي بأن المرحلة الثانية من الحملة الأمنية انتقلت إلى تمشيط المناطق الجبلية في بانياس والقدموس بريف طرطوس، وسط مساعٍ للتوصل إلى اتفاق مع وجهاء وأعيان مصياف في ريف حماة لملاحقة قادة المجموعات المسلحة المتوارين هناك. وكشفت مصادر رسمية عن العثور على مقبرة جماعية تضم عددًا من عناصر قوات الأمن العام والشرطة، في أحد الوديان القريبة من مدينة القرداحة، مسقط رأس الأسد. من جانبه، كشف مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فضل عبد الغني، أن حصيلة الضحايا منذ 6 مارس 2025 بلغت 642 قتيلًا، بينهم 315 قتلوا على يد فلول النظام، بينهم 167 من قوات الأمن العام و148 مدنيًا. وفي المقابل، قتلت قوات الأمن العام والقوات الرديفة معها 328 شخصًا، بينهم مدنيون وعناصر مسلحون غير مشاركين في القتال. كما تحدثت تقارير أخرى، من بينها تقرير ل "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، عن مقتل أكثر من 800 مدني من الطائفة العلوية على خلفية أعمال انتقامية.