أكد ناشطون حقوقيون مغاربة أن مناهضة التطبيع والاختراق الصهيوني "معركة حقيقية" تستوجب انخراط جميع شرائح المجتمع المغربي للضغط على النظام المخزني من اجل إلغاء هذه الاتفاقيات المشؤومة, التي تشكل وصمة عار على جبين المملكة. وفي السياق, أكد عضو السكريتارية الوطنية للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع, عبد الحميد أمين, في تصريحات صحفية, أن رفض التطبيع "معركة حقيقية في المغرب", وهو ما تترجمه المسيرات المليونية الأسبوعية والاحتجاجات شبه اليومية التي تطالب المخزن بالاستماع إلى نبض الشارع و فك الارتباط بالصهاينة. و استدل الأخير بالمسيرة التي نظمتها الجبهة المغربية, أول أمس الأحد, وصدح فيها المتظاهرون بمطلب إسقاط التطبيع والذي كان حاضرا في اللافتات والصور المرفوعة والأشكال التعبيرية التي زخرت بها المسيرة, مشددا على أن إسقاط التطبيع في المغرب "أكبر خدمة يمكن أن نؤديها للشعب الفلسطيني" ويبقى "قضية كل مناضل حر شريف في هذا البلد". من جهته, أكد عضو مجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان, رشدي بويبري, في تصريحات صحفية, أن "عملية اختراق عميقة للبنى الأساسية للدولة المغربية" تمت منذ سنوات طويلة في مستوياتها المختلفة, لافتا إلى أن الحديث عن الاختراق الصهيوني هو حديث عن "مشروع استعماري تدميري", وهو "مشكل كبير جدا وخطير جدا". و شدد ذات المصدر على ضرورة وقوف الجميع في وجه التطبيع, مضيفا: "نحن نتحدث عن اختراق سيؤثر بشكل عميق على مستقبل هذا البلد, والنتائج التي سيؤدي إليها بدأت معالمها تظهر إلى تغيير عميق في طبيعة الدولة المغربية التي تشكلت عبر التاريخ". وفي الأخير, نبه بويبري الى أن الاختراق الصهيوني يهدف الى "تغيير الهوية الاجتماعية والثقافية والسياسية للبلاد, وفي نفس الوقت هو مشروع استعماري يفتك بالمقومات الذاتية للدولة المغربية".