فرضت قوات الاحتلال المغربي حصارا بوليسيا مشددا على منزل عائلة الشهيد الصحراوي سعيد عبد الوهاب دمبر بمدينة العيون المحتلة لمنع أفرادها من تخليد ذكرى اغتياله، حسب ما أفادت به يوم الأربعاء، الجمعية الصحراوية لضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المرتكبة من طرف الدولة المغربية. وأدانت الجمعية الصحراوية -في بيان نقلته وكالة الانباء الصحراوية (وأص)- استمرار قوات الاحتلال المغربي في التضييق على عائلة الشهيد، "ومنعها من التعبير عن مطلبها المشروع في معرفة الحقيقة وتحقيق العدالة". واعتبرت الجمعية جريمة اغتيال سعيد دمبر "جريمة سياسية وجنائية في آن واحد، تعكس طبيعة القمع الذي يواجهه الصحراويون في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية، لاسيما في أعقاب الانتفاضات السلمية", مدينة استمرار الدولة المغربية في انتهاك الحق في الحياة وممارستها لسياسة الإفلات من العقاب، من خلال رفضها فتح تحقيق جدي ومحايد في الجريمة، رغم المطالب المتكررة من العائلة ومن المنظمات الحقوقية الصحراوية والدولية. وبعد ان جددت تضامنها "الكامل" و "اللامشروط" مع عائلة الشهيد سعيد دمبر, دعت الجمعية الصحراوية، اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، إلى التدخل "العاجل" من أجل حماية المدافعين عن حقوق الإنسان في الصحراء الغربية, ومساءلة الدولة المغربية عن الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها في الإقليم المحتل. كما طالبت من جديد بضرورة إنشاء آلية أممية مستقلة لمراقبة وضعية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية المحتلة، بما يضمن كشف الحقيقة ومحاسبة الجناة وإنصاف الضحايا. وأعاد البيان التذكير بأن سعيد دمبر اغتيل في 2010 عقب الهجوم العسكري الواسع النطاق الذي شنته قوات الاحتلال على مخيم "اكديم إزيك", وذلك برصاص شرطي مغربي، "في جريمة جسيمة لم يتم فتح أي تحقيق نزيه بشأنها إلى اليوم، ولم يتم إجراء أي تشريح طبي مستقل، وهو ما يشكل انتهاكا صارخا لمجموعة من القواعد الأساسية للقانون الدولي لحقوق الإنسان، وعلى رأسها الحق في الحياة والحق في معرفة الحقيقة".