أوصى المشاركون في ندوة الجزائر حول تعريب التعليم والتنمية البشرية التي اختتمت فعالياتها يوم الأربعاء بالجزائر العاصمة بضرورة العمل على إنشاء شبكة اتصالات باللغة العربية. وأجمع المشاركون الذين ناقشوا على مدار ثلاثة أيام إشكالية تعريب التعليم في الدول العربية وإمكانية توطين المعارف والتقنية باللغة العربية في توصيات أصدروها عقب الندوة على حتمية "إنشاء شبكة اتصالات باللغة العربية تمكن من تبادل المعلومات العلمية بين البلدان العربية و نشرها على المستويين العربي والعالمي". وأكد هؤلاء الخبراء الجزائريون والعرب المهتمون بترقية المصطلح العربي في عصر التقنية في هذه التوصيات التي خرجوا بها بعد ثلاث جلسات عمل على ضرورة "اعداد المدرسين الاكفاء القادرين على النهوض بالعربية العلمية و منحهم حوافز تشجيعية في مجالات الاختصاص". وخلص المشاركون في ختام الندوة الى "تأييد الخطوات الحالية في تعريب التعليم العالي و تسريعها و التأكيد على أهمية توطين المعرفة والتقنية و استيعابها باللغة العربية" مشددين على ضرورة "تاكيد التزام مؤسسات التعليم العام الرسمية و الخاصة باعتماد العربية اللغة الأساس للتدريس". كما اتفقوا على "ضرورة النظر الى مخاطر استمرارية تدريس الطب باللغات الأجنبية لما يشكله من فصل بين الطبيب والمجتمع" مؤكدين على حتمية "اعتماد ترجمة الأبحاث و الكتب و تعزيزها و تاليفها باللغة العربية وتخصيص مكافآت و جوائز تشجيعية للمترجمين و المؤلفين بهدف ترقية مضامين التدريس ورفع أداء الأستاذ الجامعي خدمة للغة العربية". وأولى المجتمعون في هذه الندوة العلمية أهمية بالغة للرموز و المصطلحات بحيث أوصوا ب"تعريب الرموز و إيجاد صيغ مناسبة للاختصارات" كما أكدوا على ضرورة "تعزيز التنسيق في توحيد المصطلحات محليا وعربيا". وأوصوا كذلك ب"ضرورة التنسيق بين ذوي الاختصاص في العلوم و التقنيات وعلماء اللسانيات العرب" مؤكدين على أهمية "دعم المركز العربي للتعريب و الترجمة و التأليف و النشر بتوفير الإمكانيات المادية له". واتفق الخبراء بعد اطلاعهم أثناء هذه الندوة على التجارب التي خاضتها مختلف الدول العربية في مجال تعريب التقنية و التعليم باللغة العربية على "رسم استراتيجية عربية موحدة لتوسيع مظلة التعريب في جميع مراحل التعليم بكل أنواعه". وفي الوقت نفسه أجمعوا على "ضرروة تطبيق ما ورد في الاستراتيجيات الموضوعة من المنظمة العربية للتربية والثقافة و العلوم في مجال التربية و الثقافة و المعلومات" داعين في الأخير القائمين على اللغة العربية الى "الحرص المستمر على سيرورتها وسلامتها في جميع مرافق الحياة و اعتمادها في المنظمات الدولية". وتجدر الاشارة الى أن هذه الندوة التي انطلقت يوم 11 أكتوبر نظمها المجلس الأعلى للغة العربية و وزارة التعليم العالي و البحث العلمي و المركز العربي للتعريب والترجمة و التأليف والنشر بدمشق.