تلقى عروض المنولوج التي تقدم أمسية كل يوم وعلى مدى شهر بالمسرح الجهوي لمدينة باتنة إقبالا كبيرا للجمهور على الرغم من التقلبات الجوية التي تشهدها المنطقة في الآونة الأخيرة. فتظاهرة شهر المنولوج قوبلت باستحسان كبير من طرف محبي الفن الرابع الذين وجدوا فيها متنفسا لهم لاسيما و أن أغلب الذين تعاقبوا منذ ال 10 أكتوبر إلى حد الآن على الخشبة تناولوا المشاكل التي يعيشها المواطن في حياته اليومية بطابع فكاهي وهزلي مما جعل الجمهور يتابع دون ملل أحداث المسرحيات المقدمة و إن تجاوزت مدتها في بعض الأحيان الساعة والنصف. ومن أهم الأعمال التي لاقت إقبالا كبيرا للحضور انطلاق هذه التظاهرة "الناعورة" أو "لومناج" للفنان القدير كمال بوعكاز التي قدمت ليلة الافتتاح وتدور حول العراقيل البيروقراطية التي يواجهها فلاح بسيط أراد الحصول على مضخة لتجنيب أرضه الجفاف وكذا "أحلام زمان" للفنانة سعدي سامية من جمعية "نجوم الفن" لولاية سكيكدة التي تعالج ظاهرة العنوسة في المجتمع الجزائري ونظرة المجتمع القاسية إلى الشباب الذين لم يسعفهم الحظ في تكوين أسرة علاوة على الآلام النفسية التي تلازم هذه الفئة. وكان الجمهور الباتني سهرة أمس الأحد على موعد مع منولوج "جن وبلعطوه" للفنان العمري كعوان من سطيف الذي لاقى تجاوبا كبيرا مع الجمهور الذي حضر بقوة. وتدور أحداث هذا ال "وان مان شو" حول شاب جامعي لم يفلح في الحصول على منصب عمل فيختار الحرقة ليجد نفسه في أرض الغربة منخرطا في جمعية أشرار ويدخل السجن لكن بعد تجربته المريرة وعودته إلى أرض الوطن تراوده وساوس عن إمكانية البدء من جديد. و الجميل في سهرات شهر المنولوج التي تتواصل إلى غاية 10 نوفمبر المقبل بمدينة باتنة هو الحضور المكثف للعائلات يوميا بالإضافة إلى عدد كبير من الشباب الذي أكد الكثير منهم بأنهم "وجدوا أنفسهم بطريقة أو بأخرى في العروض المقدمة التي تحكي في الغالب عن الإحباطات التي يواجهونها والأحلام والآمال التي يعملون على تحقيقها". و ينتظر مسؤولو المسرح الجهوي لباتنة أن تكشف هذه التظاهرة عن أسماء جديدة تسطع في سماء هذا النوع من المسرح لتضاف إلى أسماء أخرى أعطت الكثير لفن المنولوج مثل المسرحي الراحل عز الدين مجوبي و الممثلين القديرين فلاق و صونيا وغيرهم.