قدم الدكتور إسماعيل معراف مساء يوم الثلاثاء بمقر جمعية الجاحظية الخطوط العريضة لكتابه الصادر حديثا "الصحراء الغربية في الأممالمتحدة...وحديث عن الشرعية الدولية ". يتناول الكتاب الذي صدر عن دار هومة للنشر في 300 صفحة ذات القطع المتوسط أهم المحطات التي عرفها النضال الصحراوي وكيف واجه الاحتلال المغربي. كما يتطرق الكتاب إلى الصمت الأممي ومواصلة الشعب الصحراوي دائما كفاحه من اجل حقه المشروع في استعادة أرضه المسلوبة ناهيك على الأداء الدبلوماسي القوي الذي ميز عمل جبهة البوليساريو وقدرتها كحركة تحررية استطاعت التكيف في الأوقات الحرجة مع مختلف الظروف ولاستفزازات والاحباطات. كما يجيب الكاتب عن أسئلة كثيرة حول النزاع حيث تطرق فيه إلى تطور قضية الصحراء الغربية منذ 1884 إلى مؤتمر برلين الأول والثاني في سنة 1885 إلى دخول الصحراء الغربية بمنظمة الأممالمتحدة وكيف مارست هذه الأخيرة ضغوطاتها بواسطة الجمعية العامة ومجلس الأمن الدولي على أسبانيا من اجل إعادة إحصاء السكان في الصحراء الغربية لكي يجرى على أساسه الاستفتاء . وكان مقررا إجراء هذا الاستفتاء حسب الؤلف في 22 أوت 1974 غير أن ظروف خاصة حالت دون ذلك أهمها رحيل الجنرال فرانكو في إسبانبا مما دفع هذه الأخيرة إلى "إعادة ترتيب البيت السياسي وجعل ساستها يتخلون عن الصحراء الغربية كبلد محتل" بل أكثر من ذلك يضيف المؤلف "تواطأت اسبانيا مع المغرب وموريتانيا وتم عقد الاتفاق الثلاثي لمدريد رغم انه غير قانوني ويتناقض مع القانون الدولي لأنه انتهاك لسيادة وحق شعب". كما تطرق الكتاب إلى قرار 15 و17 الخاص بحق تقرير الشعوب مصيرها وقال المؤلف أن منظمة الأممالمتحدة أعطت قرارات ولوائح لصالح الشعب الصحراوي وقضيته المشروعة أعطت له صفة ارض محتلة وهو الأمر الذي جعل المغرب لا يتقبل التعامل الأممي ولجا إلى المنظمة الأفريقية آنذاك غير أن هذه الأخير أقرت بأحقية الشعب الصحراوي في استقلاله وتقرير مصيره كأي شعب . وقد دعم المؤلف كتابه بعدة وثائق وبمعلومات دقيقة كما أجرى عدة لقاءات مع شخصيات سياسية وقضاة في عواصم أوروبية وعربية وقدم الدلائل والحجج التي تثبت من الناحية الأنثروبولوجية أن الشعب الصحراوي متميز. أما الجديد الذي حمله الكتاب حسب المؤلف فهو ان "المغرب لا يملك أجندة خاصة به بل يقدم فصل من فصول مسرحية فرنسية كما أصبح اليوم أسيرا لأطروحات أمريكية وإسرائيلية". للإشارة، فإن المؤلف أستاذ بكلية العلوم السياسية والإعلام بجامعة الجزائر صدر له عدة مؤلفات منها كتاب تحت عنوان حقائق وابعاد وكتاب اخر حول الصحراء الغربية وله كتاب تحت الطبع بعنوان الساحل الإفريقي من الحروب الاثنية إلى الحروب القائمة.