صدر حديثا عن دار هومه للدكتور عبد المالك مرتاض عمل جديد بعنوان "نظرية النص الأدبي"، يتناول مجموعة من المفاهيم والإشكاليات المتعلقة بعلم النص الذي ظهر في الفكر الغربي منذ ستينيات القرن الماضي. وقد أضاف المؤلف، الذي يعتبر أحد أكبر النقاد في الحداثة العربية المعاصرة، صفة "الأدبي" للنص في العنوان حتى يخرج من دائرة بحثه بقية أنواع النصوص، كالنصوص القانونية والإعلامية والاشهارية مثل عبارة ممنوع التدخين، بل إن رولان بارت رائد المدرسة البنيوية الفرنسية كان يعتبر اللوحة الزيتية والقطعة الموسيقية واللقطة السينمائية من قبيل النص أين تكون "العلامة" أو"السمة". كما يفضل الدكتور مرتاض تسميتها، في أقوى تجلياتها. وبخصوص علم النص، يتحفظ الدكتور مرتاض على إمكانية علمنة النص الأدبي بالمعنى الصارم لكلمة علم أو علم لغة النص هو حقل عابر للاختصاصات على حد تعبير سعيد حسن بحيري في كتابه علم لغة النص لعدم اقتصاره في تحليل النص أدبيا كان أو غيره، على العناصر اللغوية وحدها، فهو يتجاوز المستوى النحوي والصرفي والصوتي والأسلوبي والمستوى الدلالي إلى المستوى التداولي المعني بتلقي النص وظروف وشروط هذا التلقي والسياقات النفسية والاجتماعية والثقافية التي يحدث فيها. ولم يتأسس هذا العلم في مدرسة واحدة أو دولة معينة، إذ لم يقع لحد الآن إجماع على مفاهيمه وحدوده وموضوعه والإجراءات والمناهج التي يستعملها، وما زال يتبلور نتيجة جهود مدارس متعددة وإسهامات أكادميين من دول كثيرة وفي فترات متلاحقة، ويحاول أن يؤسس ل "نحو النص" متجاوزا "نحو الجملة" التي تقف عنده اللسانيات وفقه اللغة. كما ينظر للنص في عملية فهمه وقراءته على أنه وحدة كاملة وليس تعاقب من الجمل.