أصدر، مؤخرا، الكاتب والصحفي النيجيري إيكي إيبوني، أول كتاب في نيجيريا يتناول قضية الشعب الصحراوي بعنوان ''آخر مستعمرات إفريقيا خطأ إسباني وخطيئة مغربية''، وهو عبارة عن يوميات صحفي عايشها في الصحراء الغربية• الكتاب صدر بالموازاة مع الأسبوع التضامني الذي أطلقته الحرجة التضامنية النيجيرية، مع الشعب الصحراوي، والتي تأسست رسميا العديد من النقابات النيجيرية، من صحفيين، ومثقفين، وأكاديميين، وفاعلين جمعويين، بالإضافة إلى سياسيين و شخصيات نيجرية أخرى• ويقدم هذا الكتاب للموضوع الصراع القائم بين الشعبين الصحراوي والمغربي، خصوصا من الجانب السياسي والقانوني، كما يعرض كذلك تجربة الصحفي وانطباعاته وبعض خلاصات الحوارات التي أجراها مع عدد من السياسيين، والنشطاء والمواطنين الصحراويين خلال زيارة التي قادته لمخيمات اللاجئين الصحراويين، وقال الكاتب في مقدمة كتابه أنه ''مع سقوط نظام الأبارتايد، والذي نتج عنه استقلال جنوب إفريقيا سنة ,1994 كان الكثير من الناس بما فيهم أولئك المثقفون العارفون بخفايا الأمور، اعتقدوا أن زمن الاستعمار قد ولى في القارة السمراء، والجميع كان يظن بأن الانتقال من الحقبة الكولونيالية إلى ما بعد الكولونيالية سيكون شاملا ويضيف الكاتب ''لكن يبدو أن الجميع نسي أن آخر مستعمرة في إفريقيا لا زالت تنتظر، ففي حين يمكن للغالبية أن تتذكر قضية الصحراء الغربية وجبهة البوليساريو عندما كانت تحمل السلاح ضد المغرب في السبعينيات والثمانينيات، إلا أن القليل منهم يعرف أو يتذكر أن هذه القضية التي تسببت في حرب عنيفة، لا زالت لم تحل بعد بل تم احتواءها فقط، لأن الأممالمتحدة نجحت في التوصل إلى الوساطة واقتراح مخطط للسلام منذ سنة ,1991 ويواصل الكاتب في الفصول التالية سرد أهم فصول الصراع السياسي بين طرفي النزاع المغرب وجبهة البوليساريو قبل أن ينتقل إلى سرد تجربته الشخصية خلال زيارته لمخيمات اللاجئين الصحراويين• كما يتناول الكتاب بالخصوص واقع مخيمات اللاجئين الصحراويين، واللقاءات العديدة التي أجراها الصحفي مع قيادات صحراوية، وعلى رأسها لقاء مطول مع رئيس الدولة، الأمين العام للجبهة، محمد عبد العزيز، وهي لقاءات تم نشرها في ملف خاص عن الصحراء الغربية على صفحات أكبر جريدة نيجيرية، ''ذيس داي'' خلال الأشهر الماضية وقد قدم للكتاب البروفيسور، نوحو يعقوب، نائب العميد السابق لجامعة أبوجا، والشخصية العلمية المشهورة في المجتمع النيجيري، الذي ذكر بموقف القائد التاريخي لنيجيريا، نيكروما، والذي صرح سنة 1957 أن تصفية الاستعمار من إفريقيا لا يمكن أن تكتمل ما دام هنالك بلد واحد تحت الاحتلال• ويقول الكاتب إن كتابه لا يقدم الجديد في قضية الصحراء الغربية، بل أن جل ما يرمي إليه هو التعريف بقضية إفريقية دولية مجهولة، ومحاولة المساعدة على توعية الرأي العام النيجيري بأهميتها، وبضرورة الانخراط في دعمها•