أكد المؤرخ الفرنسي، بنجامين ستورا، يوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة أنه في الفاتح نوفمبر 1954 احتدم الوضع في الجزائر ووجد فرانسوا ميتيران الذي كان حينها وزير داخلية فرنسا الاستعمارية نفسه في قلب الزوبعة لأنه كان يجهل تماما الواقع الجزائري. في معرض تقديمه لكتابه "فرانسوا ميتيران و حرب الجزائر" (الذي كتبه مناصفة مع فرانسوا مالي) في إطار فعاليات الطبعة ال 15 للصالون الدولي للكتاب أكد السيد بن جامين ستورا أنه بالنسبة لميتيران على غرار أغلبية الطبقة السياسية الفرنسية "لم يكن هناك مجال للتفكير في استقلال الجزائر". وبعد أن أصبح وزير عدل حكومة غي مولي الإشتراكية "بقي رجل نظام وفي للسياسة القمعية التي بدأت تسود لتصبح المقصلة أحد الأسلحة". و ذكر مؤلف الكتاب أنه لدى مغادرة ميتيران للحكم في نهاية شهر ماي 1957 تم اعدام 45 محكوم عليهم بالمقصلة في غضون 16 شهرا مضيفا أن كتابه "يبين أن فرانسوا ميتيران لم يكن في موعد تصفية الإستعمار في الجزائرية". وأضاف أنه "لم يكن على وعي بالحقيقة الجزائرية في الوقت الذي كان فيه الشعور بحس الوطنية عميقا جدا. بما أدى في نهاية المطاف إلى التغلب على الإستعمار الفرنسي". و لدى تطرقه الى العلاقات الجزائرية الفرنسية أشار السيد ستورا الى أن "هناك شكل من النكران" مضيفا "أنه لا يمكننا نكران الماضي و سيحين الوقت لمواجهة الحقيقة". وحسب مؤلفي هذا الكتاب الذي يستند الى وثائق و شهادات استثنائية و الذي أصدرته دار النشر "كلمان ليفي" في سبتمبر 2010 فانه يعد "نتيجة عمل طويل و دقيق قاده مؤرخ و صحفي". و يعد بنجامين ستورا أستاذ جامعي مختص في تاريخ الجزائر حيث ولد. و قد ألف ستورا العديد من الكتب حول حرب الجزائر. و من جهته يشغل فرانسوا مالي منصب صحفي بجريدة "لو بوان" حيث يشرف على الملفات التاريخية.