دعا المتدخلون خلال حفل افتتاح القمة الثالثة افريقيا-اوروبا يوم الاثنين بطرابلس التي يشارك فيها رؤساء دول و حكومات و وفود عدة دول من بينهم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الى تعزيز الشراكة الاقتصادية بين القارتين الافريقية و الاوروبية. و اشار المتدخلون الى ان تعزيز الشراكة الاقتصادية يهدف الى اعطاء نفس جديد لهذه الشراكة خاصة و ان التزامات قمة لشبونة السابقة لم تجسد بشكل تام. و اعرب قائد الثورة الليبية العقيد معمر القذافي لدى افتتاح القمة عن "ارتياحه"كون الدول الافريقية و الاوروبية تمكنت من تجاوز اختلافاتها الموروثة عن ماض استعماري لتكريس جهودها الان لاقامة علاقات تقوم على السلم و التنمية الاقتصادية. و تاسف القائد الليبي لكون الاهداف التي حددتها الشراكة الافريقية-الاوروبية لم تجسد لسوء حظ سكان القارة السوداء. و اعتبر ان الطرفين اهتما بالسياسة على وجه الخصوص و ارجعوا التنمية الاقتصادية الى المرتبة الثانية. و اشار الرئيس الليبي الى انه اذا ما استمرينا على هذه الوتيرة فسيختار الافارقة اقامة شراكة مع دول ناشئة على غرار امريكا اللاتينية و الصين و الهند. و دعا ممثل الرئيس الحالي للاتحاد الافريقي علي بانغو من جهته قادة القارتين الى تغليب "الحوار السياسي الصريح" مع تشجيع الاستثمارات الاقتصادية. و اكد ان افريقيا بحاجة الى استثمارات و اعانات و مساعدات اوروبا لمكافحة الفقر و انشاء مناصب شغل و تفادي هجرة الافارقة. و اعتبر ان الافارقة مستعدون لتجسيد مختلف برامج التنمية الاقتصادية الطموحة مع الاوربيين و حتى ما كافة دول العالم. و اكد رئيس مجلس الاتحاد الاوروبي هارمن فان رومبوي ان الاتحاد الاوروبي سيستمر في تحمل مسؤولياته و احترام التزاماته مذكرا بتخصيص 50 مليار دولار لمخطط 2011-2013. و اعتبر فان رومبوي ان افريقيا تبقى شريكا "حتميا" بالنسبة لاوروبا نظرا ل"وزنها" و"تاثيرها"عبر العالم. و فيما يخص السلم والامن اكد رئيس مجلس الاتحاد الاروربي انه "يؤيد و يشجع" مسعى الاتحاد الافريقي في هذا الشان. و من جهته دعا رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي جون بينغ اوروبا الى "تغيير نظرتها" تجاه افريقيا و اعتبارها "شريكا كامل الحقوق". و اضاف بينغ "اننا نطالب بشراكة اوسع مع اوروبا بهدف تفعيل مسار التنمية و النمو في افريقيا". و من جانبه اشار رئيس مفوضية الاتحاد الاوروبي خوسي باروسو الى ان قمة طرابلس بمثابة "تحد" فيما يخص تعزيز الشراكة بين افريقيا واوروبا. و تاسف في هذا الصدد لكون افريقيا تستهلك 5ر18 بالمئة من الطاقة العالمية و تعد اولى القارات التي تعاني من اثار التغير المناخي. و اضاف باروسو ان "اوروبا مستعدة لمرافقة افريقيا للاستثمار في مجالات التنمية المستدامة" مؤكدا ان اوروبا خصصت 180 مليون اورو لصالح افريقيا لهذا الغرض. و من جهته اعرب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بصفته الضيف الشرفي للقمة عن "ارتياحه" لنتائح استراتيجية التبادل و الشراكة التي باشرتها بلاده مع افريقيا منذ 2003. و علاوة على الجانب الاقتصادي اكد اردوغان ان بلاده ستواصل جهودها من اجل استتباب السلم في افريقيا مؤكدا ان تركيا تدعم اجراء استفتاء في السودان و عودة السلم و الاستقرار في الصومال. و من جهة اخرى الحت نائبة رئيس البرلمان الافريقي ماري موجييني على سيادة البلدان الافريقية في قرارتها داعية البلدان الاوروبية والافريقية الى مساندة الصحراء الغربية في نضالها من اجل تقرير المصير. واضافت ان الفقر و العنصرية و الهجرة غير القانونية و الافات الاخرى التي تعاني منها افريقيا لا يمكن حلها دون اشراك شركاء اخرين من خلال استثمارات من شانها ان تمكن القارة من مباشرة ديناميكية تنموية حقيقية.