دعا رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أمس الدول الأوروبية إلى تطوير آليات تحفيزية لتوجيه مؤسساتها للاستثمار في إفريقيا، مؤكدا بأن رهان الاستثمار الأوروبي في إفريقيا يتعدى بشكل واسع المجال الاقتصادي، حيث يعكس الحاجة على بناء فضاء مشترك للرفاهية تقوم عليه دعائم استقرار وازدهار المنطقتين. وأكد السيد بوتفليقة في افتتاح أشغال القمة الثالثة إفريقيا - الإتحاد الأوروبي بالعاصمة الليبية طرابلس أن ظهور وعي جديد بضرورة جعل الاستثمار العنصر المحرك في العلاقات الأوروبية - الإفريقية يملي على البلدان والمؤسسات الأوروبية، إحداث أو تطوير أدوات تكون أكثر حفزا بغية توجيه شركاتها نحو الاستثمار في القارة السمراء، مشيرا إلى أن بعض الدول الأوروبية بدأت تفتح الطريق في هذا المجال، من خلال وضعها لصناديق جديدة للاستثمار ولضمانات أكثر مواءمة لتشجيع المستثمرين في القارة الإفريقية. كما أبرز رئيس الجمهورية أهمية إيلاء عناية أكبر للمعلومات المتعلقة بفرص الاستثمار المتوفرة في البلدان الإفريقية، مؤكدا بأن رهان الاستثمار الأوروبي في إفريقيا، يتجاوز بكثير الجانب الاقتصادي وحده، حيث يعكس أيضا مطلب إقامة فضاء للازدهار المشترك، يكون بمثابة القاعدة التي ينبني عليها الاستقرار والرقي في كلتا المنطقتين. ونبه الرئيس بوتفليقة من جهة أخرى إلى أن الأزمة الاقتصادية العالمية يجب ألا تتحول إلى عائق في وجه تنمية الاستثمارات والمبادلات الاقتصادية بين إفريقيا وأوروبا، مسجلا بأن الموضوع الرئيسي للقمة، والمتعلق بالاستثمارات والنمو الاقتصادي وإنشاء مناصب الشغل، ''يعتبر فرصة يتعين على أوروبا وإفريقيا اقتناصها من أجل إقامة علاقة تكون إسهاما فعليا في مقتضيات النهوض الاقتصادي لأوروبا والنمو القوي والمستدام لإفريقيا. وفي سياق متصل دعا المتدخلون خلال حفل افتتاح القمة الثالثة إفريقيا-أوروبا إلى تعزيز الشراكة الاقتصادية بين القارتين الإفريقية والأوروبية، بهدف إعطاء نفس جديد لهذه الشراكة، خاصة وأن التزامات قمة لشبونة السابقة لم تجسد بشكل تام. من جهته أعرب قائد الثورة الليبية معمر القذافي في كلمته الافتتاحية عن ارتياحه كون الدول الإفريقية والأوروبية تمكنت من تجاوز اختلافاتها الموروثة عن الماضي الاستعماري، وتكريس جهودها لإقامة علاقات تقوم على السلم والتنمية الاقتصادية. معبرا في المقابل عن أسفه لكون الأهداف التي حددتها الشراكة الإفريقية-الأوروبية لم تجسد بشكل تام. واعتبر الزعيم الليبي أن الطرفين اهتما أكثر بالسياسة، وأرجعا التنمية الاقتصادية إلى المرتبة الثانية، مشيرا إلى أنه في حال استمرار الوضع على هذه الوتيرة، فسيضطر الأفارقة إلى إقامة شراكة مع دول ناشئة على غرار أمريكا اللاتينية والصين والهند. أما ممثل الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي السيد علي بانغو قادة القارتين إلى تغليب الحوار السياسي الصريح مع تشجيع الاستثمارات الاقتصادية، مؤكدا حاجة إفريقيا إلى استثمارات وإعانات ومساعدات أوروبا لمكافحة الفقر وإنشاء مناصب شغل وتفادي هجرة الأفارقة. كما جدد بالمناسبة استعداد الأفارقة لتجسيد مختلف برامج التنمية الاقتصادية الطموحة مع الأوربيين ومع كافة دول العالم. في حين أكد رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي السيد هارمن فان رومبوي في كلمته أن الاتحاد الأوروبي سيستمر في تحمل مسؤولياته واحترام التزاماته مذكرا بتخصيص مليار دولار لمخطط -. وكان رئيس الجمهورية تحادث وعلى هامش أشغال قمة إفريقيا-أوروبا بطرابلس مع كل من رئيس لاتفيا السيد فالديس زاتليرز ورئيس جمهورية التشيك السيد فاكلاف كلوس ورئيس الوزراء اليوناني السيد جورج بابندريو ورئيسة وزراء فنلندا السيد ماري كيفينيامي. وجرت اللقاءات بحضور وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي، الذي جمعته هو الآخر بالمناسبة، محادثات مع نظيره النمساوي السيد ميكائيل سبيندليجر.