قال، أمس، السفير الإيطالي في الجزائر، جان باولو كانتي، إن إيطاليا ''تريد المساهمة في كتابة صفحة من كتاب التاريخ المعاصر للجزائر''. واعتبر في ندوة صحفية بمناسبة الإعلان عن الملتقى الدولي حول شخصية أنريكو ماتي والثورة الجزائرية ليوم الثلاثاء 7 ديسمبر الجاري، أن الجزائر وإيطاليا يملكان تاريخا مشتركا هو بحاجة إلى ترسيخه من خلال جمع وترتيب الوثائق المتوفرة وجمع الشهادات الحية، وأضاف ''خاصة فيما يخص قضية ماتيي وعلاقته بالثورة الجزائرية، فنحن للأسف فقدنا الكثير من الفاعلين الذين عرفوا الرجل عن قرب، لهذا نريد أن نجمع المتبقين لندون شهادتهم''. ومن جهتها، قالت ماريا باتاغالا، مديرة المعهد الثقافي الإيطالي بالجزائر، إن التحضير للملتقى العلمي استغرق سنة كاملة بغية جمع المعنيين بالموضوع، وأوضحت ''نطمح إلى التعريف بشخصية ماتيي بصفته رجل سلم وديمقراطي ناضل من أجل تحرير إيطاليا، وربط علاقات مع الحركات التحررية الأخرى بما فيها الجزائر فترة .''1960-1950 واستعرض منشطو الندوة، مقاطع من شريط وثائقي يتحدث عن ماتيي كمؤسس للوكالة الإيطالية للطاقة، وتبين من المحتوى أن الرجل انطلق من فكرة التخلص من الشركات البترولية الكبرى التابعة للدول الكبرى والتي غالبا ما كانت لها نوايا استعمارية في مناطق متعددة من الوطن. كما يفهم من العمل أن ماتيي حرك ضغائن أطراف اقتصادية عظمى بما فيها الولاياتالمتحدةالأمريكية، إلى جانب إنجلتراوفرنسا. هذه الأخيرة التي انزعجت لأن ماتيي ساند جبهة التحرير الوطني في نهاية الخمسينات، وربط علاقات قوية مع القادة المتفاوضين في إيفيان، وأنه كان وراء تسليم المجموعة وثائق سرية تعلمهم بنوايا فرنسا في استلاب الصحراء الجزائرية، وهو ما سيشهد به رضا مالك إلى جانب مجموعة من الشخصيات في الملتقى المقبل.