سألني بعضهم في جرأة: لماذا لم تكتب عن فقيد الجزائر عبد الحميد مهري؟ وسألني آخر مباشرة: أين نشرت ما كتبته عن المرحوم مهري؟ إن هؤلاء ربما يعتقدون بأنني »نواح« على الموتى وأنني أتقاضى أجرا مقابل نواحي وبكائي. وما دروا أن الكتابة عن صديق أو فقيد عزيز (...)
إن ما كان مأمولا هو الجواب عن السؤال المحير وهو: لماذا بقيت الجزائر دون رصيد ثقافي رغم اعتراف شعبها وقادتها بطمس معالم ثقافتها على يد الاحتلال؟ فإذا كان الأمر كذلك فلماذا لم تصحح مسارها في هذا المجال الحيوي؟ لماذا بقيت محافظة على اللغة التي استعمرت (...)
مرّت ذكرى عزيزة على كل جزائري، بل كلّ عربي ومسلم. ذكرى غالية على التاريخ وعلى الشهداء، كلا حدثٌ، وهي الذكرى الخمسينية للاستقلال. من لا يتمنّى لبلاده أن تكون في مقدّمة البلدان، علماً وثراءً وأخلاقاً ونظافةً وديموقراطيةً؟ فقد كان الشهداء والمجاهدون (...)
يعز علي أن أدلي بشهادة في حق الدكتور عبد الله ركيبي، وهو غير قادر على الحضور بيننا (1). فقد كان قبل اليوم زينة المجالس، وملفت الأنظار، ومحرك الألسنة، يقول ما يعتقد أنه الحق ولا يبالي.
*
عاصرت سي عبد الله ركيبي منذ عهد الدراسة في جامع الزيتونة (...)
رحمك الله يا ابنة الكرام، وعطّر ثراك وبلّل ضريحك بماء الكوثر.
لقد فقدتك الأسرة الأكاديمية وخسرتك الجامعة والبحث العلمي، فمن سيعوّضك في طلب العلم وإتقان العمل والحرص على مستوى الطلبة حتّى لا يتدنّى بهم المتدنّون ويعبث بهم العابثون.
كنت طالبة في (...)
من أجل عيون من يتمزق السودان أشلاء ويتحول إلى يوغسلافيا إفريقية؟ لم يبق سوى أسابيع على الاستفتاء المبرمج على بقاء الوحدة أو الانفصال بين الشمال والجنوب، وهو الاستفتاء الذي فرضه التدخل الأجنبي ومهّدت له السياسة العشوائية الداخلية وحبّ التفرّد بالسلطة (...)
المتتبع للأحداث عن كثب يلاحظ أن الجزائر تعيش عزلة خطيرة على مختلف الأصعدة سيما الصعيدان الثقافي والسياسي· فقد فضّلت الجزائر منذ سنوات، البقاء خارج سور الأحداث تمثل دور غير المعني بحركة الأفكار ولا بمسيرة التاريخ والجغرافيا· وإذا ما صدرت منها حركة في (...)
من أجل عيون من يتمزق السودان أشلاء ويتحول إلى يوغسلافيا إفريقية؟ لم يبق سوى أسابيع على الاستفتاء المبرمج على بقاء الوحدة أو الانفصال بين الشمال والجنوب، وهو الاستفتاء الذي فرضه التدخل الأجنبي ومهدت له السياسة العشوائية الداخلية وحب التفرد بالسلطة (...)
بسم الله الرحمن الرحيم فجأة وجدت نفسي في الطريق إلى الأغواط في طائرة تقودها سيدة، ومعظم الذين كانوا على متنها من الشيوخ. والطائرة من كثرتنا وقلة الآخرين فيها كأنها طائرة خاصة. ولم تستغرق الرحلة أكثر من ساعة.
*
من خبر إلى سفر
قبل موعد السفر بثلاثة (...)
يحق لمثلي أن يقدم شهادة ولو مختصرة في الدكتور عبد الله شريط· فقد عرفته منذ منتصف الخمسينات من القرن الماضي عندما حلّ بتونس قادما من سورية وكنت وقتها ما زلت طالبا في جامع الزيتونة· كان شريط شابا في ريعان الشباب، وقد شاع بين الطلبة الجزائريين أن (...)
كانت هي زيارتي الأولى لتوات، ولكن اسمها لم يكن جديدا ولا غريبا عن ذهني واهتمامي. فمنذ كنت طالبا في جامع الزيتونة كان اسم توات والتواتيين رائجا في تونس، فكنت أراهم قوما سمر الوجوه بيض اللباس هادئي الطبع كاتمين لأسرار حياتهم، ولكني لم أكن أدري لماذا (...)
هناك نظرية في التاريخ تسمى نظرية البطل. وتعني أن الأحداث الكبرى في التاريخ من صنع أفراد (أبطال) وهبهم الله والطبيعة ما لم يهباه لغيرهم من البشر.
فهم الذين غيروا مجرى التاريخ ووجهوه الوجهة التي أصبح عليها الآن أو سيصبحون عليها غدا. إنهم أفراد ممتازون (...)
هناك قصة يعرفها كل من اطّلع على مسيرة الحركة الوطنية وهي انعقاد المؤتمر الإسلامي سنة 1936 في مدينة الجزائر.
وتذهب القصة إلى أن المؤتمر كان قد طالب بإلحاق الجزائر بفرنسا، فلما حضر مصالي الحاج واعتلى المنصة حفن حفنة من تراب ورفع بها يده إلى أعلى وقال (...)
أخيرا تحقق الحلم وزرت تندوف. كيف يكتب المرء عن شمال البلاد ولا يكتب أيضا عن جنوبها، أليس الشمال والجنوب يمثلان جناحين من طائر واحد وهما نقطتان بلون واحد على خارطة الوطن وهوية إنسانه، فالأطراف، وإن تباعدت، هي جزء حيوي من الكل.
وما تندوف وتمنراست (...)
يحق لرجل كعمر راسم أن يكون شاهدا على العصر الذي عاش فيه، وهو من 1884 إلى 1959. إنه عصر تغيرت فيه حالة الجزائر من حالة خمود إلى حالة صمود، ومن ثورات في الريف إلى حراك في المدن، ومن نظام استعماري إداري جامد إلى تحولات استراتيجية جديدة ليس من المغرب (...)
يتجاذب دارسو الأمير عبد القادر الآراء حول موقفه من الحضارة الغربية سواء عند مقاومته للفرنسيين، أو عند استقباله لكبار الزوار في المشرق وأوروبا، أو عند تأليفه الكتب وتحريره الرسائل: فمن الدارسين من وصفه بالمحافظ والزاهد وحتى المتصوف في جميع مراحل (...)
أصل هذه الكلمة محاضرة ألقيناها في المركز الوطني لتاريخ الثورة (الأبيار الجزائر)، مساء يوم 13 أفريل 2008. وكنّا سنقدمها للنشر في حينها ولكننا توقفنا حتى تنتهي جملة من الاستفسارات وحتى الاعتراضات التي وصلتنا على بعض ما جاء فيها. والواقع أن بعض من حضر (...)
من العنوان تعرف الأشياء، وعنوان كتاب الأستاذ خليفة بن قرعة هو (الجزائر والصديق العدو). وكان الذهن سينصرف إلى أصدقاء / أعداء عديدين لولا أنه أوضح مقصوده بعنوان فرعي هو: آراء في العلاقات الجزائرية الفرنسية. وهنا يقفز إلى الذهن سؤال وهو كيف أصبحت فرنسا (...)
انتصار جديد حققه الشعب الليبي على الاستعمار الإيطالي حين حصل من السيادة الإيطالية على الاعتذار الرسمي والصريح وعلى التعويض المادي والمعنوي أمام العالم وأضواء الفضائيات، ورأس ليبيا مرفوع وأنف الاستعمار في الرغام.
*
إن الاعتذار، مهما تواضع صاحبه، يظل (...)