لطالما نادينا، حتّى بحّت أصواتنا، وكلّت أقلامنا، من ترديد حقيقة، أنّ التعليم بدون تربية هو عمل بيداغوجي أبتر، وعززنا أقوالنا بأنّه لا يصلح آخر هذا الوطن، إلاّ بما صلح به أوّله... فقد تفطّن الماهرون من علمائنا بأنّ كلّ علم بلا تقى، أو كلّ دين بلا فهم (...)
وعى المجاهدون من علمائنا المصلحين في الجزائر، أسباب التوقف عن العطاء الحضاري، فانتهوا إلى الأسباب الكامنة خلف هذا التوقف.
قال الإمام عبد الحميد بن باديس في ذلك: سوف أجاهد ضد الجهل ماحييت. وسوف أجاهد ضد الفقر ما حييت. وسوف أجاهد ضد فرنسا ماحييت (...)
للكلمة في كلّ الثقافات والديانات حرمة وقدسية، تبوّئها الصدارة في الاعتبار، وتمنحها الأولوّية في قيادة كلّ الأوطان والأمصار. فلا غرابة إذن أن نجد في الكتب السماوية، مقولة: «في البدء كانت الكلمة»، وفي قرآننا الكريم: «ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا كَلِمَةً (...)
كم هو مدم للقلب، ومدمع للعين، ومؤلم للعقل، أن ترى سنبلة في عزّ اخضرارها وفي قوة نمائها تصاب بالذبول فتجفّ وتنحني لتصبح نبتة يابسة تذروها الرياح، وكم يعزّ على النّفس، أن يحوّل نهر رقراق عن مجراه وهو في غمرة هديره ليجهض مشروع خصوبة أرضه، وعذوبة شربه (...)
وأستعين بالله في نفوس مريضة، براها على فطرة الخير، فانحرفت، وفطرها على حبّ الغير، لكنّها انقلبت. وهبها الله علما فضلّت به، وتمكينا فأضلّت به...
*
لقد رُكّزت فيها كل علامات الشر فكانت أداة فساد، وعامل إفساد، حرباوية الوجه في نفس المجلس، وعقربية (...)
كان من الطبيعي أن يكبر من الفساد ما كان صغيرا، وأن يكثر ما كان قليلا، وأن يعم ما كان خاصا. فما كان يشار إليه بالهمس واللمس، في المجالس، وبالغمز واللمز على أعمدة الصحف، أصبح واضحا وفاضحا، وما كان يتم تحت الطاولة وفي السرية التامة، أضحت رائحته تزكم (...)
نريد من فقهاء السياسة والتسييس، وجهابذة القانون والتلبيس، ودهاقنة الإعلام والتحسيس، نريدهم جميعا، أن يكشفوا لنا اللغز والسر المكنون، فيما يدور على المشهد الإيراني من مأساة وملهاة، بين الغربيين وجنود الثورة الإسلامية، وما يسطرون.
*
هل هو الحزن على (...)
قلوبنا الواجفة المرتجفة، هذه التي تنزف دما، وتعتصر ألما، هل كتب عليها أن تكون هي القلوب العربية الإسلامية التي تعيش وحدها المعاناة دون باقي قلوب بني البشر؟
*
وعيوننا الدامعة الخانعة التي تعاني الأرق والعرق، لماذا هي دون باقي العيون الإنسانية تنتمي (...)
هو صِدام حضاري، مافتئ يتجسد كل يوم في الغرب، على أكثر من صعيد، وفي أكثر من ميدان. إنه الصراع الذي يواجهنا الغرب به كرد فعل لنداءات بعضنا بالحوار الثقافي، والديني، بين "الأنا والآخر".
*
*
نحن نلتقي بهذا الصدام الحضاري في كل مجالات الحياة اليومية (...)