أحيانًا، وبفعل الظلم، يمكن ل”الحبة أن تصير قبة”. مجرد مذكرة إدارية بسيطة، صار بمقدورها في لبنان أن توغل الصدور وتشعل النفوس. فوسط روائح النفايات السامة، وانقطاع الكهرباء المضني، وشح المياه غير المبرر، وغلاء الأسعار، تأتي مذكرة وزير العمل سجعان قزي، (...)
ما تفرقه الحياة، يجمعه الموت، أحيانًا. خلال فراق دام 41 عامًا، استطاعت سيدة الشاشة العربية أن تتزوج من طبيب أحبها حتى الثمالة وحفظها بجفون عينيه، بقي طليقها عمر الشريف الذي سرقته العالمية وخلبته الأضواء، يتحسر على شيء واحد في حياته هو فقدانه لفاتن (...)
ربما أن العمليات الإرهابية الثلاث في كل من تونس والكويت وفرنسا، ليست منسقة ومخططًا لها أن تتم بالتزامن. لعل الأوركسترا الإرهابية تناغمت بالصدفة ذات جمعة لتوقع عشرات الضحايا في أماكن متباعدة جغرافيًا ووظيفيًا. هناك المسجد الذي يمتلئ بالمصلين في يوم (...)
بعد 15 سنة، ستصبح أدمغتنا موصولة على الشبكة العنكبوتية، وليست أجهزتنا فقط. هكذا تصير العقول البشرية والحواسيب متفاعلة بحكم التشبيك على مدار اليوم، بحيث يشكلون معًا جزءًا من هذا العالم السيبيري الفوّار، مما يعني أن التفكير البشري ذاته، سيذهب إلى منحى (...)
”خمسون مفكرًا مفتاحًا” قدمتهم مجلة ”سيانس هومن” الفرنسية لقرائها في عدد خاص صدر مؤخرًا، لتساعدهم على التعرّف ب”كبار كتّاب العلوم الإنسانية” الذين شكلوا ذهنية العصر الحديث. من آدم سميث منظّر ”الليبرالية” و”السوق الحرّة” في القرن الثامن عشر، مرورًا (...)
ماذا يغير فعليًا، في مجرى التاريخ، إذا قرأ مارك زوكربيرغ مقدمة ابن خلدون أم لم يقرأها؟ تصفحها على عجل أم تمعن في تفاصيلها؟ ما مدعاة الحماس الجنوني، والاستغراب المتمادي من خبر كان يمكن أن يمر عاديًا بالنسبة لأي أمة لو أن الرجل قرأ كتابًا من تراثها (...)
ليس بمستبعد أن يأتي يوم, نلتفت حولنا فلا نرى غير القفار, وسنضطر بعدها, لأن نلجأ إلى مواقع إنترنتية أجنبية لنتذكر ونتحسر على قلاعنا وقصورنا وأعمدتنا وأقواسنا كما قبورنا والنواويس, ومدننا الأثرية وأسواقنا التي أبيدت. وهناك من بدأ يعدّ لنا المواقع (...)
لم يأت اختبار ”بيتزا” العالمي لقياس المهارات العلمية المدرسية الذي نشرت نتائجه منذ أيام، بتصنيف أفضل للعرب من امتحان ”بيرل” المخصص لمعرفة مدى اكتساب كل شعب للغته الأم. وتقارير اليونيسكو السلبية، تؤكد أن نتائج الاختبارين السابقين اللذين أظهرا أن (...)
الأرقام التي نشرت حول عدد العاطلين عن العمل في الدول العربية بمناسبة الأول من مايو (أيار)، بلغت نسبًا قياسية ومخيفة. ومع ذلك، الغالبية احتفت ب”عيد العمال” بصمت وسكون، وقليل هم من احتجوا وأسمعوا أصواتهم. وفي أحسن الأحوال كان ”تويتر” مكانًا للغضب (...)
وكأنما أصاب أدمغتنا الخدر، وأخيلتنا الشلل لفظاعة ما سمعناه عن انتهاكات مروّعة بحق النساء في سوريا والعراق. الاغتصابات لم تتوقف، رغم خفوت وهجها الإعلامي، بل هي إلى تصاعد، بحسب كل التقارير الدولية. ليس الجديد هو دفع ”داعش” بكتيبة ”الخنساء” النسائية (...)
محزن أن يركل التاريخ بالأرجل، مخجل أن يجهز عليه بالمطارق والبلطات، أن يجز رأسه بالمناشير الكهربائية، أن ينهال مجموعة من الرجال الأشداء على متحف وكأنما هم في حالة ثأر وذعر من أمم اندثرت ومعتقدات بادت. الخوف حتى من الموتى وأشيائهم الصامتة الهامدة بات (...)
أن يلجأ رئيس الوزراء اليمني الجديد، قبل تشكيل حكومته، في بلد يمور بالصدامات المسلحة والنزعات الانفصالية الدامية، إلى متابعيه على ”فيسبوك”، طالبا منهم المساهمة في اقتراح أسماء لمرشحين لتولي حقائب وزارية، وتسجيل ما يحلو لهم من أسماء، لهو أمر يدلل على (...)
”من يرى نفسه محقا دائما لا مجد له، ومن يتباهى بنجاحاته ليس أهلا للبقاء”.. هذا ما يقوله الحكيم الصيني لاوتزو، مؤسس الفكر الطاوي، وعلى هدى كلماته يسير الصينيون بثبات صوب المجد الذي ينتظرهم.
وحدهم العرب لا يريدون أن يصدقوا أن موازين القوى تتبدل جذريا، (...)
دخلت طرابلس مرحلة صعبة وقاسية. الجولة ال18 من الاقتتال في ضاحية المدينة الشمالية، بين ”جبل محسن وباب التبانة”، لم تنته فصولها بعد، وقد لا تنتهي سريعا، رغم أن المعلن هو غير ذلك. صحيح أن الاشتباك بين المنطقتين المتباغضتين، سياسيا، ومذهبيا، انخفضت (...)
بات، بحكم المعتاد، أن يطلق مجهولون رصاصهم الغادر، على عمال أو موظفين، وربما مجرد مارين عابرين في شوارع طرابلس، لمجرد أن هؤلاء الأشخاص ينتمون إلى الطائفة العلوية. صار من الطبيعي أيضا، وبكل أسف، أن يقرأ الطرابلسي الخبر أو يسمعه، ويزفر زفرة سريعة (...)
إسرائيل قلقة وغير مطمئنة لخطة أميركية ضد سوريا تقضي بتوجيه ضربات جراحية ومحددة، من دون الدخول في حرب شاملة. ما تريده إسرائيل هو إما حرب تنتهي بهجوم بري كاسح - وهذا مستحيل في الوقت الحالي - أو انتظار المزيد من الوقت وترك الطبخة السورية تنضج على نار (...)
معارك طرابلس هذه المرة مختلفة ومقلقة. تشعر وأنت تتحدث مع المعنيين بأن الأمر لم يعد كسابقاته، فالخوف من التطورات السورية الدموية، وانعكاساتها على لبنان، والشمال بشكل خاص، يتعاظم.
صحيح أن العاصمة الثانية تعيش حروبا صغيرة ومتقطعة، تسمم حياة سكانها (...)
لم يسبق للدولة اللبنانية، منذ انتهاء الحرب الأهلية، أن بدت مشلولة وكسيحة وعاجزة، حتى أمام موتاها، كما هي عليه اليوم. كان على أهالي ضحايا العبّارة الإندونيسية التي غرقت بينما هي تقل مهاجرين غير شرعيين إلى أستراليا، أن ينتظروا أياما ويقطعوا طرقات (...)
يستغرب الفرنسيون اليوم كيف أن ال”فيس بوك” جعل من قصة بائع المجوهرات اللبناني الأصل ستيفان الترك، الذي تعرض محله لسرقة في مدينة ”نيس” الفرنسية، وأطلق النار على أحد اللصين وأرداه قتيلا، قضية وطنية وسياسية، تهز الرأي العام. ليس فقط لأن صفحة ”فيس بوك” (...)