حلت الإعلامية السودانية لبنى أحمد الحسين ضيفة على الجزائر منذ يومين بدعوة من الحركة الديمقراطية الاجتماعية ومجموعة من جمعيات المجتمع المدني الناشطة في مجال الحقوق النسوية، منها جمعيتي ''لالا فاطمة نسومر''، و''جزائرنا''، وذلك في إطار النشاطات المتعلقة بعيد المرأة· الإعلامية السودانية، لبنى حسين، التي عبّرت عن سعادتها بالتواجد على التراب الجزائري، أشادت بالمرأة الجزائرية ومشاركتها في الثورة التحريرية قائلة ''في العالم العربي كانت الجزائريات سباقات للمشاركة في تحرير بلادهن''، وتحدثت الحسين التي أصبحت اليوم من أكبر الحقوقيات المدافعات عن حقوق المرأة في العالم العربي، تحدثت بإسهاب عن القهر الذي تعرّضت له العام الماضي جراء القبض عليها هي ومجموعة من السيدات في مطعم عندما هجم البوليس وألقى عليهن القبض بتهمة الفعل الفاضح، وكانت تهمة لبنى هي ارتداء البنطلون ''السروال''، وهو الأمر الذي يدخل في الفعل الفاضح حسب المادة 152 من القانون الجنائي السوداني لسنة ,1991 التي تعتبر لبس المرأة للسروال يسبب مضايقة للشعور العام، وتدان الفاعلة ب 40 جلدة في ساحة المحكمة، وهو الأمر الذي رفضته لبنى، لاقتناعها بعدم منطقيته· وأكدت الإعلامية التي كانت تشغل منصب مسؤولة إعلام في بعثة الأممالمتحدة بالسودان عندما تعرضت لهذه الحادثة، وهو ما قدم لها بعض الدعم في تلك المحنة كونها تتمتع بالحصانة التي دفعت المحكمة لأن تكتفي بالحكم عليها بغرامة مالية قدرها 200 دولار خصوصا أن القضية أخذت أبعادا دولية وسلط الإعلام عليها الضوء، أكدت ''ما كنت لأتراجع حتى ولو كلفني ذلك 40.000 جلدة''، وهذا حسبها لأن ''قضيتي تمثل ما تعانيه المرأة في المنطقة العربية، كما أنها ملخص عن ما تعيشه المرأة السودانية من معاناة بسبب المرجعيات الدينية التي توقع عنها الكثير من الظلم الذي لا يمت للدين بصلة''، مضيفة ''لقد بحثت في الدين الإسلامي ولم أجد فيه أية إشارة لجلد النساء عن الهندام، ماعدا أثر واحد وجدته عن عمر بن الخطاب والذي فيه إشارة لجلد الأمة إذا غطت رأسها''· هذا، وتطرقت لبنى الحسين في خضم حديثها عن تقهقر وضع المرأة في السودان عموما، خصوصا مع الدستور الحالي، حيث كانت المرأة تعيش ظروفا أحسن بكثير في الماضي، ''خصوصا مع وجود بوليس ومحاكم خاصة بالقضايا المتعلقة بالفعل الفاضح الذي يدين المرأة بشكل ملفت ولا يسمح لها حتى بالدفاع عن نفسها، حيث أن كل واحد يمشي في الشارع مع أنثى حتى وإن كانت ابنته معرّض للمساءلة، لأن البوليس كلما لمح سيدة مع رجل يطالب بوثائق الزواج، هذا إلى جانب أنه في سنة 2008 تعرّضت أزيد من 43.000 امرأة للجلد بسبب إدانتها بالفعل الفاضح، وهذا هو الظلم عينه''·