ردّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مطالبة وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، إسرائيل بخطوات لبناء الثقة بينها وبين الفلسطينيين، وقال إن تل أبيب ''أثبتت التزامها بالسلام قولا وفعلا''· جاء ذلك إثر تخفيف كلينتون لهجتها ضد إسرائيل وتأكيدها التزام واشنطن المطلق بأمنها· وقال نتنياهو في بيان نشر على الموقع الإلكتروني لمكتب نتنياهو، إن إسرائيل التزمت قولا وفعلا بالسلام، واتخذت خطوات تدل على التزام حكومته بالسلام· وأشار إلى خطاب ألقاه في جامعة بار إيلان سابقا قال فيه إنه يوافق على قيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح، وإزالة مئات نقاط التفتيش والحواجز في الضفة الغربية، وقرار الحكومة الإسرائيلية بشأن تعليق البدء بأعمال بناء جديدة في مستوطنات الضفة الغربية لمدة عشرة أشهر· وأشار بيان نتنياهو إلى أن كلينتون كانت قد رحبت بالقرار الأخير بشأن تعليق البناء ووصفته بأنه غير مسبوق، وذلك على الرغم من أن وزارة الدفاع الإسرائيلية اعترفت قبل أسبوعين أنه لا يتم تطبيق القرار في ربع مستوطنات الضفة الغربية· واعتبر البيان أنه في مقابل ذلك ''فإن الفلسطينيين يضعون الشروط المسبقة لاستئناف المفاوضات السياسية بشكل لم يفعلوا مثله طوال 16 عاما خلت منذ توقيع اتفاقيات أوسلو''· وقال نتنياهو إن الفلسطينيين يشنون حملة لنزع الشرعية عن إسرائيل في المؤسسات الدولية مستخدمين تقرير ريتشارد غولدستون ويواصلون التحريض على الكراهية والعنف، حسب قوله· وجاء في البيان أن نتنياهو يدعو ثانية الفلسطينيين إلى دخول خيمة السلام من دون شروط مسبقة، لأن هذه هي الطريق الوحيدة للتوصل إلى اتفاق يضمن السلام والأمن والازدهار لكلا الشعبين حسب تعبيره· وقال نتنياهو في بيانه إن دولة إسرائيل تقدر وتثمن الكلمات الدافئة التي قالتها وزيرة الخارجية كلينتون بشأن العلاقة العميقة بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل والتزام واشنطن بأمن تل أبيب· وكانت كلينتون في وقت سابق، أول أمس الثلاثاء، قد خففت كثيرا من حدة تصريحات سابقة انتقدت فيها الحكومة الإسرائيلية بشأن الاستيطان والالتزام بشروط عملية السلام التي ترعاها واشنطن· وأشادت كلينتون ''بالرباط الذي لا ينفصم'' بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل، في محاولة لوضع حد لخلاف دبلوماسي هز العلاقات بين الجانبين ووصفه معلقون بأنه الأسوأ منذ عقود· وقالت كلينتون في تصريحات لها ''لدينا التزام مطلق بأمن إسرائيل، ولدينا رباط وثيق لا انفصام له بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل''· وتأتي تصريحات كلينتون وسط انتقادات حادة وجهها نواب جمهوريون لإدارة الرئيس باراك أوباما واتهموها بالتضحية بإسرائيل من أجل إرضاء العرب· وقال نواب إن إدارة أوباما تعرض الأمن القومي الأمريكي للخطر بسبب الطريقة التي تتعامل بها مع تل أبيب· وتمثل تصريحات كلينتون الجديدة تحولا بعدما تحدثت الولاياتالمتحدة على مدى أيام بلهجة شديدة عقب إعلان إسرائيل الأسبوع الماضي عزمها الموافقة على مشروع لبناء وحدات سكنية استيطانية جديدة في القدسالشرقية، وما أحرج واشنطن أن ذلك الإعلان جاء خلال زيارة إلى إسرائيل كان يقوم بها جوزيف بايدن نائب الرئيس الأمريكي· وكانت الوزيرة الأمريكية وصفت الإعلان الإسرائيلي قبل بضعة أيام بأنه ''إهانة''، لكنها رفضت أول أمس الثلاثاء ما تردد عن أن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية تمر بأسوأ أزمة منذ عقود· وأجرت كلينتون اتصالا هاتفيا بنتنياهو يوم الجمعة الماضي للإعراب عن خيبة أملها إزاء خطط البناء وتوقيت الإعلان عنها، كما تساءلت عما إذا كانت إسرائيل جادة في علاقتها مع الولاياتالمتحدة· واعتذر نتنياهو عما قيل إنه خطأ بيروقراطي، لكنه تعهد يوم الإثنين بالمضي قدما في خطط البناء· وفي إسرائيل تتفاعل الانتقادات ضد إدارة أوباما، بموازاة الحملة التي يشنها مؤيدو إسرائيل في الولاياتالمتحدة· ويعتزم نشطاء اليمين الإسرائيلي في الأيام القريبة وضع مئات اللافتات ضد الرئيس الأمريكي، تحمل صورته سوية مع العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز خلال زيارته الرياض العام الماضي، مع كتابة ''احذروا·· عميل لمنظمة التحرير الفلسطينية في البيت الأبيض''· ويصف إسرائيليون أوباما بأنه ''معاد للسامية ومؤيد للعرب''·