قدمت، التعاونية الوطنية للمسرح، من ''كوت ديفوار''، أول أمس، على ركح محي الدين بشطارزي، مسرحية ''مونسيرات'' للكاتب المسرحي الكبير مانويل روبليس، التي اقتبسها الإفواري ''فاقبا أوبو دوسلاس''· مسرحية ''مونسيرات''، تقدم لجمهور الفن الرابع، حكاية ثورة الشعب الفنزويلي، وهو يناضل من أجل افتكاك حريته من الاحتلال الإسباني، حكاية نضال نسجت في قصة ضابط إسباني يتواطؤ مع الثوار، ويتحالف مع نضالهم لتحرير فنزويلا، إيمانا منه بحق الشعوب في الحياة في كنف الحرية والاستقلال، ولذلك كان العرض يرافع من أجل التحرر، ويدين، مُجّرما، كل أشكال الاستعمار والقمع والحكم بسلطان الديكتاتورية التي لا تختلف من بلد إلى آخر، لأن القمع قاسمها المشترك والدم الذي تتحرك به مسيلا لدماء بريئة· المرافعة من أجل الحرية التي كانت تيمة مسرحية ''مونسيرات'' لم تقف عند حدود خطابية النضال التحرري، وإنما راحت تكشف عمق مأساة الاستعمار الذي لا يمكن لأي شعب في العالم، تاريخيا، أن يقبل بالخضوع لسلطته التدميرية، ولذلك كانت المسرحية نشيدا يرفع رهان الحياة، مؤكدا أن نهاية الاستعمار حتمية في قانون الضرورة، كل هذه الحالات الانسانية، بامتياز، كانت حاضرة على ركح بشطارزي في إخراج موفق استطاع من خلاله الممثلون أن ينقلوا، بإتقان، جو العمل الدرامي إلى الناس، ويصوروا لهم المأساة في آداء جيد لم يَتَّكِء كثيرا على فنون العرض الأخرى، مستأنسا بديكور بسيط يمثل، إلى حد ما، ملامح من جغرافيا فنزويلا· مبدع عرض ''مونسيرات''، ''مانويل روبيلس'' نقل، بجودة، ملحمة القائد ''بوليفار'' صانع الثورة الفنزويلية، وكان وفيا لنداء الشعوب المتحررة، ملوحا بالقيم الإنسانية في العرض الذي يشكل علامة فنية تنتصر للإنسان في النهاية· للإشارة، فإن مسرحية ''مونسيرات'' كتبها روبليس مانويل، ومثلت، لأول مرة، في 23 أفريل 1948 بمسرح مونتبراس في باريس·