عرض، أول أمس، المسرح الجهوي لمدينة بجاية في العرض ما قبل الأخير من تظاهرة ''البطاقة البيضاء'' التي يحتضنها المسرح الوطني محي الدين بشطارزي، مسرحية ''الحراس'' عن نص الطاهر جاووت وإخراج عمر فطموش· إقتبس، المسرحية وأخرجها مدير المسرح الجهوي لبجاية المخرج المسرحي عمر فطموش عن رواية ''الحراس'' للروائي الطاهر جاووت والتي عالجت تفسخ المجتمع الجزائري وابتعاده عن القيم السائدة والمعروفة في المجتمعات المتقدمة المقدسة للعلم والعلماء، فبنظرة شمولية عالج عمر فطموش المكانة التي أصبح عليها المثقف في الوطن العربي عموما، حيث بين حجم الهوة والتباعد السائد بين الحكام والمثقف العربي بشكل عام من خلال يوميات محفوظ لمجد الذي يفني حياته في الدراسة والعلم إلى أن يتخرج كأستاذ جامعي ويصل إلى اختراع آلة نسيج ويسعى جاهدا لتسجيلها والحصول على براءة اختراع لمشروعه، لكن البيروقراطية التي تمشي في فلكها الإدارة تحرمه من هذا الحق، من خلال المسؤولين الذين اكتسبوا شرعية الحكم من خلال الشرعية الثورية التي يتغنون بها والتي يختفون وراءها لنهب ثروات الشعب وملء بطونهم بالرشوة والمال الحرام، هذه· لمجد، ورغم هذه العراقيل لم يستسلم، وحاول النجاح بطريقة أخرى، من خلال طلب جواز سفر لعرض اختراعه في ألمانيا، وبعد أخذ ورد والتحقيق معه بسبب مشاركته في مظاهرة طلابية تدعو إلى تحسين أوضاع المعهد الخاص بهم، هذه الرحلة التي تغير أوضاع محفوظ، وتحصله على الجائزة الأولى في معرض الاختراعات في ألمانيا يغير حسابات المسؤولين ويحضر له استقبال رسمي نظير تشريفه الوطن، لتبرئة ذمتهم، أخرج للملأ شخصية منور زيادة المشكوك في ماضيه الثوري ويتعرض للضغوطات التي تجبره على الإعتراف بخطأ لم يرتكبه، وهي عرقلة المخترع الفذ في مشواره ليضطر بعدها للإنتحار· المسرحية التي عمل على السينوغرافيا فيها عبد الرحمان زعيوني، جسد أدوارها الرئيسية وجوه مسرحية شابة على رأسها بلقاسم كعوان، شامك كمال، فريد شرشالي، جوهرة ووسام، أحسن عزازني، ورداني مليسة ·· جرأة كبيرة وهي غير غريبة عن فطموش المعروف بأعماله المسرحية هذه، بالإضافة إلى الأسلوب المباشر والصريح الذي طغى على معظم فترات العرض، سواء في الحوارات الدائرة بين المسؤولين أو تلك التي كانت بين لمجد والمسؤولين أو رئيس قسم الشرطة·