كانت الساعة تشير إلى الواحدة والنصف حين توجهنا إلى قصر المعارض الواقع بشرق العاصمة، بهدف استطلاع أجواء الصالون الوطني السابع للكتاب الذي تعود الجزائريون على تنظيمه كل سنة للوقوف على آخر الإصدارات المعرفية والعلمية ·· ونحن في طريقنا إلى المعرض، واجهنا صعوبات كبيرة في الوصول إلى عين المكان، بسبب الازدحام الشديد للسيارات التي أصبح جزء لا يتجزأ من حياة العاصميين، وقد علمنا بعدها أن معظم هؤلاء متوجهون إلى المعرض ·· وبمجرد وصولنا، توجهت مع بلال مصور ''الجزائر نيوز'' إلى جناح الإعلام الآلي والتجهيزات المكتبية غير أننا أدركنا أننا أخطأنا التوجه، لكن ورغم ذلك اغتنمنا الفرصة وقمنا بإلقاء نظرة استطلاعية ·· ولعل ما لفت انتباهنا التوافد الكبير للجمهور التواق للإطلاع على المستجدات التكنولوجية الحديثة واقتناء حواسيب من آخر صيحة كونها معروضة بأسعار معقولة ·· وهناك من فضل اقتناء الكاميرات وآلات التصوير التي تعرض هي الأخرى بأثمان في متناول شريحة لا بأس بها، وقد برر أحد الزوار ذلك بكونها ذات نوعية رفيعة عكس معظم التجهيزات التي تباع في الأسواق السوداء ·· بعد ذلك توجهنا إلى صالون الكتاب المتواجد بجناح ''ه'' في المدخل خضعنا للتفتيش من طرف أعوان الأمن، ثم قمنا بجولة استطلاعية لمعروضات أهم دور النشر المشاركة، لفتت انتباهنا دار ''الهدى للنشر'' التي كان الحضور يتوافد عليها، الأمر الذي دفعنا للإقترب من مسؤولها الأول زغاد اسماعيل، الذي كشف لنا عن تاريخ تأسيس الدار الذي يعود إلى الثمانينيات، وأوضح أن الدار تمارس الطباعة في جميع المجالات والتخصصات، مثل القانون والعلوم الإنسانية والاجتماعية، إضافة إلى الكتب العلمية ·· دار ''الهدى'' شاركت بحوالي 800 عنوان، ولها العديد من الإصدارات الجديدة، سواء في التاريخ أو القانون، وحتى في الكتب شبه المدرسية، أما بخصوص الإقبال على المعرض، فقد أكد المسؤول قائلا ''ما يمكن قوله أنه بعد أربعة أيام من الافتتاح، هناك إقبال من الجمهور، وأعتقد أن الاهتمام بالكتاب من طرف القراء يشجعننا نحن أصحاب دور النشر على الطبع، رغم المنافسة الشديدة التي نواجهها من وسائل الاتصال الحديثة، فمثلا معرض الإعلام الآلي المنظم حاليا غطى تماما على معرض الكتاب، وفيما يخص المقروؤية بالجزائر فهي ليست بخير، لكن نحاول إخراجها من قاعة الإنعاش، لدينا أمل كبير في تغير حال المقروئية بالجزائر''· حولنا وجهتنا إلى دار ''الأصالة للثقافة'' حيث وجدنا حضورا محتشما، إقتربنا من صاحب الدار قصد الاستفسار، فقال لنا أحد أعضائها وهو السيد نبيل سيعداني ''أعتقد أن معرض التجهيزات الآلية غطى على جناحنا، سجلت هذه السنة أن هناك تراجعا في الكتب الدينية والسبب يبقى مجهولا في اعتقادي، أما بالنسبة لأهم إصدارات الدار التي سجلت مبيعات لا بأس، غهي كتب إبراهيم الفقي في مجال التنمية البشرية وبعض الإصدارات في الإعلام الآلي، وما يمكن قوله بصراحة أن الإقبال هذه السنة يبقى محتشما بالمقارنة مع السنوات الماضية، وأرجع ذلك إلى نقص الإعلام الإشهار''· وبدار ''المسك'' التي يعود تأسيسها إلى التسعينيات كان لنا حديث مع صاحبها عقبة بن دياب وعضو مجلس نقابة الناشرين الجزائريين، حيث أكد ل ''الجزائر نيوز'' أن 75 دار نشر مشاركة بكتب ذات نوعية، كما يوجد 500 عنوان جديد، أما بالنسبة لعدد الزوار فقد بلغ حسب بن دياب في رابع يوم 70 ألف شخص، وهو رقم معتبر، وأضاف في سياق حديثه أنه رغم هذا العدد افإن المقروئية بالجزائر ضعيفة وأرجع السبب إلى قلة المكتبات الجوارية وغياب سياسة خاصة بالكتاب، وكذا الخلل المسجل على مستوى التوزيع، أي أن هناك انعدام للتوازن بين النشر والتوزيع ·· لكن ما لا حظناه ونحن في المعرض أن هناك إقبال للجمهور غير أن قلة فقط تقتني الكتب، مما ذفعنا للإقتراب من بعض الزوار لتقصي الوضع، فإسماعيل مثلا وهو طالب جامعي من ولاية تيارت أكد أن المعرض يبقى ناقصا بالمقارنة مع المعارض السابقة، وأنه لم يجد كتبا في تخصصه، وهو نفس انطباع صديقه، أما الأستاذ أحمد بن لونة القادم من ولاية الشلف، فقد شكر القائمين على المعرض، وقال ''ما يلفت الانتباه هو أن الأسعار لا تزال مرتفعة، وأعتقد أن ذلك يشكل مشكلة للقارئ الجزائري'' ··أما حفصي منال وهي طالبة بقسم المحاسبة فأكدت أنها وجدت كل ما تحتاجه وبأثمان معقولة، ويبقى معرض الكتاب هذه السنة بين المد والجزر·