قال حماري بعد تفكير عميق·· ''لازم نشوف راقي'' قلت له ضاحكا·· وهل سكنك جن حتى تفعل ذلك؟ قال ناهقا·· يا ليته جن يسكنني على الأقل كنت أعرف سبب ''القلقة'' التي تخنقني ولكن·· قلت له·· لست وحدك يا حماري من يعاني القلق·· الشعب كله به نفس الغصة التي بك ولكن لا أحد ثار على ذلك؟ قال·· أنا قررت أن أرقي نفسي·· حتى أعود لحالتي الطبيعية·· قلت له·· إذن اذهب إلى طبيب نفسي أفضل سوف يصف لك الدواء وبهذا تتحسن حالتك؟ صرخ في وجهي حتى كاد حلقه يتمزق·· هل تظنني مجنونا حتى أذهب إلى طبيب نفسي·· أنت مهبول؟ نظرت إليه باستغراب وقلت·· أنا مهبول؟ قال·· نعم·· كيف تقول اذهب إلى طبيب نفسي·· هل تؤمن أنت بما يسمى بالطب النفسي؟ وهل تعتقد أن هناك أطباء نفسانيون في هذا البلد؟ قلت·· نعم أعتقد فالجامعة ما شاء الله·· يتخرج منها كل عام عدد هام منهم·· ضحك بصوت عالٍ وقال·· يا صاحبي أنا أكتفي براقي·· ''يشعوذني'' وبذلك أعود إلى عقلي·· قلت له·· اذهب علك تجد عقلك بعد ذلك؟ قال·· أحس بالرغبة في الانتحار·· في الوحدة·· في الانعزال·· قلت له·· كلنا يا حماري نرغب بالانتحار·· ولولا أنه حرام لوجدت رقيبة ''الغاشي'' كلها في حبل واحد·· ومن بعدها الله يرحم·· تركني أهذي وحدي·· وذهب يبحث عن الراقي··