يراهن، مسؤولو بلدية أولاد عيسي، النائية الواقعة أقصى شرق ولاية بومرداس على فك العزلة عن هذه الجماعة المحلية وتثمين قدراتها الطبيعية المميزة وتثبيت السكان بها من خلال دعمها بمختلف البرامج التنموية· ومن بين أهم المميزات الطبيعية لهذه البلدية النائية موقعها الجغرافي الطوبوغرافي الصعب والخلاب في نفس الوقت حيث تقع في أعالي سلسلة من الجبال الجميلة يتجاوز علوها 400 متر عن سطح البحر وعلى مساحة لا تتعدى 24 كلم مربع· وينتشر سكانها في عدد من القرى المبعثرة· ومن أجل وضع آليات الحفاظ على هذا الفضاء الطبيعي وتثمين خصائصه الريفية والفلاحية وفك العزلة وتثبيت السكان إستفادت، مؤخرا، هذه البلدية المعزولة التي تعد حسب رئيسها من ''أفقر بلديات الولاية'' من مراجعة مخططها للتهيئة والتعمير بعد مصادقة المجلس الشعبي الولائي· ويحدد هذا المخطط الذي يمتد إلى غاية سنة ,2030 حسب مكتب الدراسات، الآليات والتدابير الميدانية الملائمة التي تساعد على تثمين واستغلال أمثل لقدرات هذه البلدية من كل النواحي، وفي نفس الوقت بعث تنمية محلية مدروسة تلبي طموحات السكان على المديين المتوسط والبعيد· ومن بين أهم التدابير التي أكد عليها هذا المخطط ضرورة الحفاظ على الطابع الريفي الفلاحي والفضاء الطبيعي المميز لهذه البلدية وخلق مناصب شغل بتثمين إمكانياتها في هذا المجال من خلال تشجيع برامج التنمية الريفية المندمجة التي من بين ما تهدف إليه الحفاظ على استقرار السكان وتنمية الفلاحة· كما أوصى المخطط - حسب نفس المصدر - باقتطاع زهاء 25 هكتارا من الأراضي الفلاحية من ''أماكن مدروسة'' لتوطين مختلف البرامج الإنمائية المبرمجة والمستقبلية في مختلف المجالات التي استفادت منها البلدية كالطرق والمدارس والسكن· ومن بين الأهداف الرئيسية التي يسعى المخطط لتحقيقها خلق مركز حضري جديد للمدينة الذي تفتقد إليه حاليا من خلال إعادة تهيئة المدينة القديمة ومساحات ضرورية لذلك، خاصة وأن 75 بالمائة من مجمل سكان البلدية (زهاء 8 آلاف نسمة) يتمركزون بوسط البلدية· كما يستجيب هذا المخطط من خلال تدابيره المختلفة إلى عدة ملاحظات كانت لجنة التهيئة العمرانية والتجهيز التابعة للمجلس الشعبي الولائي قد دونتها في تقريرها الذي رفعته خلال دورة المجلس بعد عدد من الزيارات الميدانية للبلدية· ومن بين أهم هذه الملاحظات التي يعالجها المخطط، إنعدام المساحات العمومية والمساحات الخضراء وضيق شوارع المدينة وافتقارها لأهم المرافق والتجهيزات العمومية الأساسية وعدم البناء في المنحدرات التي تيمز أغلبية أراضي البلدية، مما أدى إلى قلة استفادتها من المشاريع السكنية من مختلف البرامج في السنوات الأخيرة·