العرس العالمي الإفريقي كان لبعض الفرق الكبيرة شؤما، أو على الأقل بالنسبة للفرق التي كانت كذلك إلى وقت قريب، فإيطاليا وإنجلترا والبرتغال وفرنسا لم تذهب بعيدا· وبالنسبة للفرنسيين المسلسل لا يبدو أنه قريب من نهايته، فمنذ التأهل إلى كأس العالم عن طريق اللمس باليد للاعب تيري هنري، الأمور لم تكن تجري على ما يرام بل وتحولت إلى فضيحة· من فضيحة إلى أخرى، لامس الفرنسيون على إثرها العمق وأصبحت الخسارة قضية دولة، فبعد الحكومة وصلت القضية إلى البرلمان الفرنسي· السيدة روزلين باشلو الوزيرة المكلفة بالرياضة، مثلت أمام لجنة الثقافة والتربية للجمعية الوطنية، بينما استقال رئيس الاتحادية الفرنسية لكرة القدم، جون بيار ايسكاليت الذي صرح بإلحاح من قبل بأنه لن يغادر في وقت توجد فيه الباخرة في مرحلة التيه· وكان يُفترض أن يتم سماعه، مع المدرب ريمون دومينيك، أمام الجمعية العامة· وبعد الزرق، الذين أُقصيوا في دور المجموعات بشكل يثير الشفقة، جاء الدور على الحكم الفرنسي الوحيد، ليلتحق بالمشهد الفضائحي، حيث دفع ثمن تحكيمه السيء في مقابلة البرازيل وكوت ديفوار· ومن أجل إتمام جدول الاتحادية الدولية لكرة القدم، هددت فرنسا بعدم التدخل السياسي في تسيير شؤون الاتحادية الفرنسية· فهل ستوجه خطابا شديد اللهجة أيضا لإيران؟ لقد قال وزير الخارجية الإيراني بصوت عالٍ ''إن كل ما كنا عليه شهودا في الساحة السياسية، تكرر بشكل طبق الأصل في الدورة التاسعة عشر لكأس العالم''، حسبه ''إقصاء إنجلتراوفرنسا والولايات المتحدةالأمريكية جاء عقابا لسوء تصرفهم مع إيران''، حظ أم مجرد صدفة؟ البرازيل البلد الوحيد الذي صوت ضد العقوبات التي تطال إيران بقي في المنافسة، من خلال اجتيازه فريق الشيلي الواعد· واجه السياسات إذن، تعود على العدو· فيدال كاسترو الذي انزوى عن العمل السياسي متفرغا إلى التحليل وترقب ما يحدث في العالم، يقوم بدراسة -في بعض الأحيان- ظواهر من زاوية سياسية عالية المستوى· فهو صديق لمارادونا، الذي ذهب إلى كوبا ليستعيد صحته، فيدال لا يخفي أيضا إعجابه بميسي، الذي يصفه بإبن النور، فهو بذلك يتابع المونديال بطريقتهئالخاصة، وهو ما لا يعطله عن إجراء تحليلات تنشر على وكالة ''قرانما حول وضع العالم''· وفي أحد تحليلاته الأخيرة سجل ''البطولة العالمية الشهيرة دخلت في مراحلها الممتعة· خلال 14 يوما تواجهت كل الفرق المكونة من أمهر اللاعبين للمرور إلى الثمن النهائي، ثم سيأتي الربع والنصف والنهائي· التطرف الرياضي لا يزال في تكاثر ليسحر الملايين في العالم'' ولاحظ ''إنهم يقومون بطريقة شيطانية بطرح أنباء بين مقابلتين لكأس العالم''· فيدال يتساءل إذن·· ''كم بالمقابل هم الذين يعلمون بأن بنايات الحرب الأمريكية ومنها حاملات الطائرات هاري ترومان تحت الحراسة لواحد أو أكثر من غواصة نووية وبوارج بحرية أخرى مزودة بالصواريخ، قد عبرت قناة سويز باتجاهها إلى السواحل الإيرانية؟''، إنها نظرة نبوية لثورة ضد الليبيرالية؟ لم يمض الكثير، على ''مونديال'' العراق· إيران التي لم يستطع فريقها التأهل إلى المونديال بجنوب إفريقيا، قد تستضيف دفاعا عن نفسها وعلى أراضيها مونديالا آخر، لكن من نوع آخر سيكون دراميا على كوكبنا·· إذن الآن فلنذهب نستمتع بحفل كوكب كرة القدم! فأي صوت ستصدره الفوفوزيلا؟