رحل عنا قبل أسابيع ساراماغو الرائع ··· وبعده رحل - في صمت مطبق ومخجل ودون تأبين - الناقد العربي الكبير فاروق عبد القادر·· وبأيام معدودة بعدهما، رحل الشاعر محمد عفيفي مطر، صاحب قصيدة '' هلاوس ليلة الظمأ'' والذي للأسف لم ينتبه الكثير لقامته السامقة ··· واليوم، في صبيحة أمس الإثنين 05 جويلية 2010، غيّب الموت - بشكل مفاجئ وصادم - المفكر والأكاديمي الكبير الدكتور نصر حامد أبو زيد، صاحب المؤلفات المثيرة للتفكير (لا أقول المثيرة للجدل)··· تلك المؤلفات التي دعا من خلالها إلى إعادة قراءة التاريخ والنصوص على ضوء العقل النقدي التمحيصي الذي لا يستسلم للأحكام الجاهزة المطلقة· رحل تاركا خلفه مناوئيه الذين أفتوا بطلاقه من زوجته ومن دينه ومن مجتمعه· أمام هذا الحصاد المريع للفوانيس الوضاءة في ليل هذا العالم الموحش، يدفعني الأسى والشعور بالغربة والعطش للتساؤل بحرقة··· كيف سيصبح العالم قريبا دون هؤلاء الكتاب والشعراء والفنانين؟ كيف سيكون مستقبلنا بعد رحيل هؤلاء وأولئك الذين أذاقونا طعم فاكهة الكلام وفاكهة الفكر؟ بلا ريب ··· سيكون كالحا لأننا سنفتقد التنزه مرة أخرى في حدائقهم/ كتبهم التي صنعوها وألّفوها بعصارة فكرهم النير ورؤاهم المحلقة في سماء الحرية والإبداع··· وداعا أيتها الفوانيس··· وداعا أيتها الكائنات الوضاءة·