حذر المشاركون في ندوة نظمها "المؤتمر القومي الإسلامي" بالمغرب, من خطورة الاختراق الصهيوني الذي طال كافة المجالات في المملكة. وفي هذا الإطار, أبرز القيادي في "جماعة العدل والإحسان" محمد حمداوي, خلال الندوة التي جاءت تحت عنوان "مخاطر الاختراق الصهيوني على النسيج المجتمعي المغربي", مخاطر الاختراق الصهيوني على التربية والتعليم بالمملكة, في ظل مراهنة الكيان الصهيوني على هذا المجال الحيوي "باعتباره بوابة لاختراق المجتمع". وأوضح أن اختراق هذا القطاع يتم من خلال "إبرام اتفاقيات التطبيع الأكاديمي والعمل على التأثير في مضامين المناهج الدراسية وتبادل البعثات الطلابية وغيرها من الأدوات التي تسعى جميعها إلى تثبيت السردية الصهيونية والتلاعب بالحقائق التاريخية". من جانبه, ركز الباحث الأكاديمي المغربي محمد الناجي في مداخلته, على أثر الاختراق الصهيوني في المجال الفلاحي والاقتصادي من خلال التغلغل في القطاعات الاقتصادية والفلاحية وتعزيز النفوذ الصهيوني فيها, "بما يرهن الأمن الغذائي والاقتصاد المغربي ككل, بل ويمتد أثره لإضعاف السيادة الوطنية للمغرب". أما رئيس فرع "التحالف الدولي للحقوق والحريات" بالمغرب, محمد الزهاري, فقد تطرق من جهته, إلى خطورة التمدد الصهيوني في المجال الفني والثقافي وتأثيره على الوعي الجمعي للمغاربة, في حين حذر منسق "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين" عبد الحفيظ السريتي, من أثر الاختراق الصهيوني في المجال الإعلامي, لافتا إلى ما بات يعرفه المشهد الإعلامي من تعالي الأصوات المدافعة عن التطبيع باعتباره "خيارا استراتيجيا لحماية المصالح المغربية", "في محاولة لصناعة رأي عام داعم للكيان الصهيوني, في مقابل التضييق على الأصوات المناهضة للتطبيع والمنحازة لعدالة القضية الفلسطينية". ومن جهته سلط رئيس "المرصد المغربي لمناهضة التطبيع" والخبير في علم الاجتماع السياسي, أحمد ويحمان الضوء على "التهديد الحقيقي الذي يستهدف اللحمة الوطنية من خلال إثارة النعرات واللعب على الانتماءات القبلية والجهوية". وقد أجمع المشاركون على "رفض كل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني انسجاما مع اختيارات الشعب المغربي ومواقفه التاريخية الداعمة للحق الفلسطيني", مجددين دعوتهم السلطة المغربية لإلغاء كافة اتفاقيات التطبيع مع الكيان الغاصب, وحملوها "مسؤولية ما يترتب على الاستمرار في مسار التطبيع مع كيان عنصري إجرامي ملاحق بجرائم الإبادة الجماعية". ودعوا بالمناسبة, كافة القوى الحية من أكاديميين ومفكرين وسياسيين وحقوقيين ونقابيين وناشطين جمعويين ل"تحمل مسؤوليتهم في فضح جنايات التطبيع والمطبعين". وطالبوا الشعب المغربي ب"اليقظة اللازمة أمام سياسة الاختراق الصهيوني لما يشكله من تهديد لأمن المغرب والمغاربة, و الاستمرار في دعم الشعب الفلسطيني".