أحيا نجم الأغنية القبائلية، الفنان محمد علاوة، ليلة الأربعاء المنصرمة، حفلا غنائيا مميزا، بقاعة الحفلات لدار الثقافة مولود معمري بتيزي وزو، حضره المئات من المواطنين، معظمهم من العائلات، جاؤوا من كامل أنحاء الولاية، وكذا من بعض الولايات المجاورة، استمتعوا بألمع أغانيه العاطفية، وألهب من خلالها القاعة، صانعا أجواء من الفرحة والبهجة والمتعة، ليعلن من خلال هذا الحفل عن اختتام الطبعة الخامسة للمهرجان الثقافي العربي للرقص الفلكلوري· أصبح من الصعب جدا للعائلات أن يكون لها الحظ في حضور حفلات محمد علاوة التي يحييها بتيزي وزو، لاسيما داخل قاعة الحفلات بدار الثقافة مولود معمري، التي تعجز عن احتواء حتى 10% من جمهوره، نظرا للأعداد الهائلة التي تتوافد من كل النواحي لقضاء أوقات جميلة مع نجمهم المفضّل. فكما كان متوقعا، لم يضيّع الجمهور القبائلي فرصة حضور هذه السهرة الفنية للتوافد بكثافة، والذين رددوا وبصوت واحد كل الأغاني التي أداها والمقدرة ب 15 أغنية، والتي صنعت أجواء سادتها الفرحة والمتعة طيلة حوالي ثلاث ساعات. وكانت محافظة المهرجان الثقافي العربي الإفريقي للرقص الفلكلوري والسلطات الأمنية قد سخرت كل الإمكانيات اللازمة من أجل إنجاح هذا الحفل· وقد امتلأت قاعة الحفلات بحوالي ثلاث ساعات قبل انطلاق الحفل، مما وجدت العائلات التي وصلت متأخرة نفسها في الخارج أمام استحالة دخولها القاعة، وعادت إلى منازلها بخيبة أمل كبيرة، وبعد طول انتظار المئات من الجماهير داخل القاعة، صعد الفنان محمد علاوة إلى الركح يلوح بيديه ترافقه التصفيقات ونداءات الجمهور الذي غصت به القاعة إلى حد استحالة التنقل أو التحرك داخلها، وقد افتتح علاوة السهرة بأغنية ''أفوس أفوس'' التي أداها بالريتم الخفيف، تلتها أغنية ''أسا أسد أرغوري'' التي حقق بها نجاحا كبيرا في ألبومه ما قبل الأخير، رددها معه الجمهور بصوت واحد، وخلقت جوا فنيا بهيجا ساده الرقص والزغاريد، ليواصل فيما بعد الغناء على ريتم الأغنية القبائلية العصرية والخفيفة، وقد استمتع الجمهور بألمع أغانيه المشهورة على مدار ثلاث ساعات، حيث استجاب محمد علاوة لطلبات ورغبات الجمهور، وأدى لهم أغانٍ مأخوذة من مختلف ألبوماته كأغنية ''يلا يلا'' التي سجلها تخليدا لروح الفنان القبائلي الراحل إبراهيم إيزري، وبعدها تلتها أغنية ''الحبو أمزوارو'' بمعنى ''حبي الأول''، والتي فجر وألهب من خلالها القاعة، وهذه الأغنية يعود لها فضل كبير في نجاح ألبومه الأخير وتحقيق أكبر المبيعات في منطقة القبائل وفي الخارج، وواصل علاوة إمتاع الجمهور بأغانيه العاطفية والاجتماعية على غرار ''أيما أياما أحبو'' بمعنى ''أمي أمي الحبيبة''، التي أهداها لكل الأمهات، أغنية ''وافيني وفيني''، وبعدها أغنية ''أسمي إثبعذاض فلي'' بمعنى ''يوم ابتعدت عني''، والتي أداها بطابع العلاوي، تلتها أغنيتي ''أميمزران'' و''ذاين ذاين''، وغيرها من الأغاني التي لقيت تجاوبا وتفاعلا كبيرين من طرف الجمهور· وبعدها استراح محمد علاوة لمدة ربع ساعة، حيث غنى مكانه الفنان القبائلي، إبراهيم مداني، أغنية ''أفكيغام أوليو'' بمعنى ''أعطيت لك قلبي''، ليعود بعدها علاوة إلى المنصة ويطلق العنان مجددا لحنجرته الساحرة بأغانيه الخفيفة الخاصة بالأعراس، كأغنية ''الله الله سدي الوالي'' و''أيقشيش روح''، وبطلب من إحدى العجائز اللائي حضرن الحفل أدى محمد علاوة أغنيته المعروفة ''أبابا الشيخ'' التي سجلها لشرف شبيبة القبائل، وهذا شكرا وعرفانا للفوز الكبير الذي حققه في مصر ضد الإسماعيلية، هذه الأغنية جعلت كل الحاضرين يرقصون ويصفقون كثيرا، رافقتها الزغاريد الصاخبة التي أطلقتها العدد الهائل من النساء اللائي حضرن الحفل· وبعدها اختتم محمد علاوة حفله الكبير بإعادة أغنية ''الحبو أمزوارو'' استجابة لطلبات الجمهور الغفير الذي ظل واقفا يصفق ويرقص مرددا هذه الأغنية معه، وبصوت واحد لأكثر من عشرين دقيقة· وتجدر الإشارة إلى أن محافظ المهرجان الثقافي العربي الإفريقي للرقص الفلكلوري، ولد علي الهادي، كرّم محمد علاوة كشكر وعرفان على حسن تمثيله للأغنية القبائلية·