في لقاء جمعه ب ''الجزائر نيوز'' على هامش فعاليات مهرجان ''جميلة ''الدولي، فتح نجم الراب الجزائري، النار على فناني الكباريهات، وقال ''أنهم تسببوا في تشويه صورة الأغنية الجزائرية''·· واعتبر هجرة الشباب أمرا طبيعيا في ظل المشاكل التي تعاني منها البلاد·· وضرب موعدا لجمهوره، خلال شهر رمضان، بأنشودة دينية حضرها خصيصا للمناسبة·· الراب رسالة قبل أن يكون فنا، ماذا تحمل أغاني لطفي للشباب؟ في الأغاني التي أقدمها، أحاول أن أتطرق لمختلف المشاكل التي يعاني منها شبابنا، وأحاول إيصالها للمسؤولين من أجل لفت انتباههم وتذكيرهم بأنه يوجد الملايين ممن يعانون البطالة والتهميش، ويحلمون بحياة سعيدة، وهم لا يستطيعون إيصال رسائلهم إلى الجهات العليا، لذا أحاول أنا القيام بذلك· لكن الرسائل التي تحملها جعلتك لقمة سائغة للانتقاد، خاصة وأنك من بين الفنانين المتهمين بالترويج للحرفة؟ أنا لم أدع، أبدا، للحرفة، وكل ما حصل هو سوء فهم، فليس معنى أن أغني عن شباب يرمي بنفسه في البحر وأتحدث عن معاناته، أني أدعوه للقيام بذلك، بل بالعكس، أنا أحاول أن أجعله في الصورة، وأنا كنت من الفنانين الذين تطرقوا للظاهرة في بداية ظهورها، ودعوت المسؤولين للنظر فيها ومعالجتها، لكن لا أحد اهتم بذلك، ولم يُعَر الشباب أدنى اهتمام، وها نحن، الآن، نحصد ما زرعنا· وبالنسبة لتهجمك على المسؤولين، ألم يسبب لك ذلك في مشاكل؟ يبتسم·· أنا لا أقول إلا الحقيقية، وأنقلها كما هي، وكلنا على علم بما هو حاصل في البلاد، لذا أنا لا أخاف لأني لم أتجاوز، أبدا، الحدود، وقد صدق القول ''لي ما في كرشو التبن ما يخاف من النار''، وأنا كبقية الشبان أحاول إيصال رسالة، بينما لا يستطيع الشباب المحفور إيصالها إلا بالتكسير والتخريب، لأنها اللغة الوحيدة التي يفهمها المسؤولون، أنا أحاول أن أوصلها بالكلمات والغناء، وصراحة، أحب عندما أعتلي المنصة أن أكون أمام الشباب فقط، ولا أحبذ تواجد المسؤولين لأن ذلك يجعلني لا أشعر بالراحة، فالمسئول الذي يتقاضى عشرات الملايين شهريا لا يفهم رسالتي، بينما الشاب الذي يعاني من جميع المشاكل يتفاعل معي ويحس بكل ما أقوله لأنه يعيشه· ما رأيك، كفنان، في النصوص القانونية الجديدة التي تجرم الحرفة؟ أن نعاقب الشاب الذي يقبل على الحرفة، أمر خاطئ ولن يجدي نفعا لأن الشاب الذي لا يخاف الموت في البحر ويجازف بحياته من أجل القيام بذلك، أكيد لا يخاف دخول السجن، وبالتالي، فالقرار غير صائب وعوض أن نفكر في تجريم الحراف، من الواجب إيجاد الحلول للمشاكله، وتخليصه منها، وبهذا التفكير وهذه الطريقة، لن تتوقف الحرفة في بلادنا، إلا إذا تم إيجاد الحل لمشاكل الشباب· بالحديث عن الراب في الجزائر نجد أن صيته ذاع وكثيرون هم الشباب الذين صاروا يؤدونه، ما تعليقك على ذلك؟ هو أمر جميل ومشجع، ويبشر بمستقبل فني زاهر في بلادنا، لكن ما ينقص هو التكوين الصحيح لهؤلاء الشباب، وإذا توفر، فمن دون شك، سنتمكن من بلوغ الاحترافية، لأن أبناء بلدي لديهم من الإمكانيات والكفاءة ما يكفي للنجاح في أي مجال يريدون خوضه· فالمشكل يكمن في غياب الرعاية والاهتمام· لكنك متهم بإحكام السيطرة على الساحة، ما تعليقك؟ يضحك·· أنا، لا، أبدا، فليس من طبعي الاحتكار، وكل ما في الأمر هو أن ظهور الراب في الجزائر ارتبط باسمي، والكل يعرفني، أما أن أكون سببا في عدم ظهور أسماء أخرى، فهذا أمر غير صحيح، وأنا لا أقبله، بل بالعكس، أنا دائما على أتم الاستعداد لتقديم يد المساعدة للشباب، خاصة ''الزوالية''منهم لأني أؤمن بأن قيامي بذلك سيساعد الكثيرين على تجاوز بعض مشاكلهم· بعيدا عن الراب، كيف ينظر لطفي للساحة الفنية في الجزائر؟ هي متعفنة، ولم يعد لها معنى، خاصة وأن فناني الكباريهات أحكموا السيطرة على الساحة، فالكل أصبح يغني، وبالتالي، لم يعد للفن معنى، أما الأخطر في الأمر، هو أن مثل هؤلاء الفنانين أصبحوا يمثلون البلاد في الخارج، وعوض أن يقدموا الصورة الصحيحة للفن في الجزائر، هم يشوهونها، لأنه لا مستوى لهم، وخير مثال على ذلك، الفنان رضا الطلياني عندما قدم تصريحات غير مسؤولة وتطرق لمواضيع لا تهمه أثناء لقائه بالصحفيين في المغرب، وهو، الآن، يدفع ثمن غلطته، فمنذ أزيد من أربع سنوات وهو مهمش· بالرغم من النجاح الكبير الذي حققته أغانيك، لم تصورها بالفيديو كليب، لماذا؟ لأن القيام بذلك في الجزائر يبقى مجرد هدر للمال، فالتلفزيون لا يملك من الوقت الكافي لعرضها نظرا لكثرة البرامج على رداءتها، وهذا هو السبب الحقيقي وراء عزوف جل الفنانين عن تصوير أغانيهم، يضاف لذلك التكاليف الباهضة، حيث تصل تكلفة الكليب إلى 50 مليون سنتيم، يدفعها الفنان من جيبه في ظل شح المنتجين وغياب التمويل، وهذه هي الأسباب التي تبقي مشاريع الفيديو كليب حبيسة الأدراج· وهل أثر ذلك على مشوارك كفنان، لأن نجاح الفنانين في الغرب والمشرق، أصبح مرتبطا بالصورة؟ لا، أبدا، فالفنان يصنعه إسمه ونوع الغناء الذي يقدمه ومدى تفاعل الجمهور معه، صحيح الفيديو كليب يساعد على تحقيق الشهرة، لكن في بلدنا مثل هاته الأفكار لم تتبلور بعد، ولازلنا نسير على خطى الفن في الستينات والسبعينات، فوجود الفيديو كليب من عدمه في مسيرة الفنان الجزائري، هو سواء، لأنه حتى إذا قام بتصوير ما يغنيه، فذلك سيبقى حبيس الأدراج· ما هي أهم مشاريعك الفنية؟ ألبومي الأخير نزل السوق، منذ أيام قليلة، ويحمل عنوان ''الرسالة''، وفيها أحمل مجموعة من المشاكل التي يعاني منها الشباب أحاول أن أوصلها إلى رئيس الجمهورية باعتباره القاضي الأول في البلاد ولأن الشباب الجزائري لا يستطيع الوصول إليه إخترت أن أحمل على عاتقي هاته المهمة· في حال انتهاء المشاكل، ماذا سيغني لطفي مستقبلا؟ الغناء رسالة ليس لها حدود، والراب لا يعني المشاكل فقط، أما الفنان الحقيقي هو الذي يقدر على التأقلم مع كل الظروف، المشاكل لا تنتهي وفي حال انتهائها سأواصل على نفس النهج وأغني شكرا لله، وبالمناسبة، سأطرح، خلال شهر رمضان، أغنية دينية تحمل عنوان ''آمنت بالله''· في الأخير، ما هي رسالتك التي توجهها للشباب؟ أقول لهم بأن التغيير لن يكون إلا عن طريقهم، وأن الحرفة طريق خطأ ولا بد من العيش بما هو موجود، وإنشاء الله، سيأتي الفرج· حاور ب ''جميلة'': عبد الكريم لونيس