تعيش العاصمة الجزائرية على وقع الفقاعات الكرتونية، هي بضعة أيام تتحوّل فيها فضاءات رياض الفتح إلى عالم من الخيال، فالمكان في طريقه لأن يصبح قِبلة المبدعين، أولئك الذين رفضوا عالم الكبار وأصروا على الحفاظ على طفولتهم الإبداعية. صحيح، لما نصرّ أو يصرّ غيرنا على أن يكون الرسم والخيال والكرتون من اختصاص الصغار، مع أننا نتابع مع كل يوم يمر كيف تتمكن أمريكا وغيرها من الأمم المتقدمة من تجسيد صناعة قائمة بحد ذاتها تقوم فقط على الفقاعات. قبل أيام عرضت إحدى القنوات التلفزيونية حوارا أجرته عملاقة الإعلاميين الأمريكيين أوبرا وينفري مع كاتبة سلسلة ''هاري بوتر''، ج. ك. رولينغز، المرأة التي قيل عنها إنها الأكثر تأثيرا في بريطانيا العظمى، التي نجحت في دخول قائمة أغنى أغنياء العالم بفضل خيالها الخصب. فقد حقق مبيعات أكسبتها أرباحا خيالية بعدما نجحت في بيع ما لا يقل عن 500 مليون نسخة عبر العالم، رقم قد لا يستوعبه العقل، مع العلم أن خيالها طال السينما ما جعل شخوصها الخيالية تصل لكل فرد عبر العالم وصلت إليه التلفزة. نورد الحديث عن رولينغز في سياق حديثنا عن مهرجان الأشرطة المصوّرة المقام في الجزائر، الذي يحتضن ما يقارب أربعين دولة، إلى جانب أشهر الرسامين في العالم. الحوار مع كاتبة ''هاري بوتر'' والمهرجان المقام برياض الفتح يدفعنا للحديث عن قيمة الأشرطة المصورة والخيال المصور الذي يرافقها، أهما جديان أم مجرد هزل لتمضية الوقت وتسلية من يملك متسعا من الوقت لتضييعه، قد يأتي الجواب من خلال التذكير بالدور الذي تلعبه الأشرطة المرسومة في تغذية الخيال لدى الكبار قبل الصغار، ذاك الخيال الذي بات محرك الإبداع في كل المجالات بما فيها العلمية، وهو ما أكده الخبراء والمبدعون الذين حضروا للجزائر من أجل تكريس هذا النوع الفني على أنه أحد أهم الفنون البصرية.