لم يسبق أن عرفت الجماعات الإرهابية نقصا في المؤونة وفي التمويل كالذي تعرفه في الفترة الأخيرة بسبب الحصار الخانق الذي تفرضه قوات الجيش الوطني الشعبي عليها، إلى درجة أنها عادت لاستهداف المواطنين والعائلات الفقيرة في مناطق معزولة، كما حدث، ليلة أول أمس، بقرية أغبال سيدي غيلاس، حيث استهدفت، مجموعة إرهابية، عائلة واستولت على بندقية وكل ممتلكاتها من أموال وغذاء· ولحسن الحظ أن المجموعة الإرهابية التي كانت تتكون من حوالي عشرة إرهابيين، لم تتمكن من اغتيال أي مواطن بسبب مقاومة رب العائلة الذي هو في الأصل مقاوم، وقد تمكن من الفرار غير أنه أصيب بكسر في ساقه، ولم تتمكن المجموعة الإرهابية من استهداف باقي عائلات القرية بسبب خوفها من اكتشاف أمرها من طرف عناصر الجيش التي تواصل تمشيط المنطقة إثر العملية الإرهابية التي استهدفت فرقة خاصة للجيش، قبل 15 يوما، متسببة في مقتل 14 عسكريا وإصابة عدد منهم بجروح متفاوتة· ويتأكد، أيضا، إفلاس الجماعات الإرهابية وحاجتها للمؤونة، من استهدافها لعدد من المنازل المهجورة بتاوريرت ايغيل ببجاية، حيث قامت بالإستيلاء على كل ما وجد بهذه المنازل من زيت زيتون مخزن، وبعض الأغراض المنزلية، علما أن أصحاب هذه المنازل يقيمون بالعاصمة ويقضون العطل الشتوية والصيفية بهذه المنازل بقرى تاوريرت ايغي · وبعودة الجماعات الإرهابية إلى هذه الأساليب التي اعتمدتها ''الجماعة الإسلامية المسلحة'' فإن ذلك يعد دليلا على إفلاسها وعلى فعالية الحصار المفروض عليها بعدة مناطق ضمن المخطط الأمني الجديد الذي اعتمدته قيادة أركان الجيش الوطني الشعبي في حملة لدك آخر مسمار في نعش هذه الجماعات التي توعدها قائد أركان الجيش بالاستئصال· القضاء على 35 إرهابيا وإلقاء القبض على أربعة آخرين وتدمير 24 مخبأ في شهر وإلى ذلك، يواصل قادة النواحي العسكرية الأولى والخامسة عقد لقاءاتهم مع القادة الأمنيين عبر مختلف الولايات التي تعرف، من حين لآخر، أحداث إرهابية، حيث علمنا أن قائد الناحية العسكرية الأولى عقد لقاءً، نهاية الأسبوع الماضي، مع القادة الأمنيين لولاية البويرة، التي تعتبر معقلا للتنظيم الإرهابي المسمى ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال''، وممرا رئيسيا للجماعات الإرهابية نحو منطقة القبائل شرقا، وبعض ولايات الجهة الغربية منها كالبليدة ومرتفعات الونشريس· هذه اللقاءات، جاءت بناءً على تعليمات صادرة عن قيادة أركان الجيش الوطني الشعبي التي تعمل على استنزاف الجماعات الإرهابية، قبل توجيه ضربات موجهة لها، وهو ما بدأ يتحقق، فعلا، من خلال التمكن من تدمير أكثر من 24 مخبأ للإرهابيين، عبر نقاط عديدة من الوطن، والقضاء على 35 إرهابيا في ظرف شهر واحد، إضافة إلى إلقاء القبض على أربعة إرهابيين في عمليات مطاردة وتمشيط واسع لوحدات الجيش الوطني الشعبي·