باديس كمال واسمه الحركي موسى جلال (28 سنة)، خالد محمد واسمه الحركي عبد القادر محمد (40 سنة)، ميشي إيهاب واسمه الحركي علي محمد (30 سنة)، محمد محمد واسمه الحركي وليد (35 سنة)، ومحمد بريكة واسمه الحركي الطيب أحمد (26 سنة)· هؤلاء هم الجزائريون الذين اعتقلتهم القوات الأمريكية ضمن صفوف القاعدة بالعراق، وأرسلت منذ أيام قليلة فقط السلطات العراقية بشأنهم كتابا، يُطلع وزارة الخارجية الجزائرية على وضعياتهم القانونية· من هم؟·· وكيف تم اعتقالهم؟ يتواجد هؤلاء حاليا -حسب المعلومات المتوفرة لدى ''الجزائر نيوز''- في دائرة الإصلاح العراقية بقسم سجن سوسة بالعراق· وقد ضبطت القوات الأمريكيةالمحتلة للعراق، عند اعتقالهم، لدى كل واحد منهم 10 جوازات سفر من بلدان مختلفة لم ترد تفاصيل جنسياتها· وبقي الخمسة تحت الحجز طيلة مدة الحرب على النظام العراقي السابق إلى غاية تسليم القوات الأمريكية سجون العراق لحكومة البلد، إذ تمت محاكمتهم في العدالة العراقية المدنية، وصدرت في حقهم الأحكام التالية ما بين جانفي وفيفري 2007: باديس كمال 15 سنة، خالد محمد 15 سنة، ميشي إيهاب 15 سنة، محمد محمد 10 سنوات، محمد بريكة 17 سنة· ولدى استجواب هؤلاء، أبرز إثنان منهم فقط عدم رغبتهما في العودة إلى الجزائر، ويتعلق الأمر بكل من خالد محمد ومحمد بريكة وهما الأكبر والأصغر سنا بين المعتقلين الخمسة· وتشير المعلومات إلى أن المجموعة الجزائرية هذه كانت تنشط ضمن عناصر تنظيم القاعدة في العراق· وتفيد دراسات أمريكية أنجزتها قوات الاحتلال في العراق سنة 2007 وتم تعزيز معلوماتها في 2008 تتضمن نشاط الجهاديين الجزائريين عبر شبكات دعم وقتال عبر العالم، ونشرتها لأول مرة صحيفة البيّنة الطائفية، تفيد الدراسة بأن 20 بالمائة من إجمالي المقاتلين الأجانب بالعراق من الجزائر وكان عددهم يقدر ب 600 عنصر· كما أعلن وزير الداخلية العراقي والناطق الرسمي لها كاظم صباح أن عددا كبيرا منهم بين قتلى الحرب، مع توقيف مسؤول شبكة تجنيد الجزائريين المدعو أبو المثنى· كما تضمن تقرير الجيش الأمريكي أن التنظيمات المسلحة عبر العديد من الدول تستعين بما أسمتهم المقاومين والجهاديين والفدائيين الجزائريين، كونهم أكثر قسوة وضراوة في الميدان عسكريا، ويتم توظيفهم بشكل أكبر في العمليات الانتحارية والمواجهات الدامية· كما تعتبر التقارير أن الجزائريين المجندين ضمن حركات مسلحة عبر العالم هم الأكثر استجابة إلى وسائل الإغراء وفنون الإقناع، عن طريق الخطاب الديني والنبرة الجهادية، مشيرة إلى أن استغلال أوضاعهم المزرية كثيرا ما كان أحد العوامل الفاعلة في إقناعهم بالالتحاق بصفوف التنظيمات المسلحة· واستدل التقرير العسكري المنشور في العراق بالتنظيمات التي تعرف بين صفوفها انتشارا أكثر للجزائريين، خاصا بالذكر تنظيم ''فتح الإسلام'' اللبناني الذي اعتُقل منه ثلاثة جزائريين كانوا ينشطون بأسماء مستعارة تتراوح أعمارهم بين 29 و35 سنة، بالإضافة إلى اعتقال الأمن السوري 40 آخرين، واعتقال إسبانيا ثلاثة من شبكة دعم وإسناد متخصصة في تزوير وثائق لصالح جهاديين، وكل ذلك خلال الفترة التي عرفها العراق منذ 2003 تاريخ غزو أمريكا له· وما يزال مصير الكثير من القتلى الجزائريين في العراق مجهولا لدى سلطات البلدين، منهم من دفنوا في مقابر جماعية ومنهم من لم يتم التعرف على هويتهم أصلا· بهدف استرجاع جثتيهما لدفنهما بالجزائر المخابرات العراقية تحرّك ملف الدبلوماسيين المغتالين قال السفير العراقي بالجزائر، عدي الخير الله، إنه، ومنذ علمه باعتماده سفيرا فوق العادة بالجزائر، وهو عاكف على ملف البحث عن جثة الديبلوماسيين الجزائريين اللذين اغتيلا بالعراق في ,2005 وهو الملف الذي يشكل إحدى النقاط العالقة على محور الجزائر وبغداد منذ اغتيال الديبلوماسيين علي بلعروسي وعز الدين بلقاضي، وانتقال السفارة الجزائرية إلى عمان بالأردن· أضاف السفير أن الجديد في هذه القضية هو تحريك الملف مباشرة، بعد إعادة ترتيب السفارات العراقية بالخارج، ''حيث بدأت التحرك على الصعيد الرسمي والشخصي من أجل معرفة دقائق الأمور حول مصير جثتيهما والجهات الكامنة وراء اغتيالهما، وقدر أرسلت رسميا إلى مؤسسات عليا في العراق في هذا الشأن، لاسيما المخابرات التي بدأت تحقق في كل مرة تضع يدها على إرهابيين لمعرفة الجهة التي تم فيها دفنهما بعد تصفيتهما''· وحسب السفير، فإن آخر مراسلة تلقاها من الاستخبارات العراقية تفيد بتواصل العملية بشكل جيّد، لكن دون التوفر على معلومات دقيقة''· ويفيد السفير أيضا، بأن السلطات العراقية وأجهزتها الأمنية تولي أهمية بالغة لهذا الموضوع ويتابعه شخصيا بشكل صارم، آملا أن تسفر عملية استجواب عناصر القاعدة إلى خيط يوصل إلى مكان جثتيهما أو المجموعة التي نفذت في حقهما الاغتيال، مشيرا إلى اكتشاف العديد من الحالات المماثلة عن طريق التحقيق الاستخباراتي· هذا، ويرجح في العراق أن جماعة الصحوة التي عرفت بقربها من هيئة العلماء المسلمين العراقية بقيادة حارث الضاري، هي التي قامت لاحقا عن طريق عناصر في القاعدة بتصفية الدبلوماسيين· كما أن المعلومات تفيد أيضا بأن معظم الشخصيات المختطفة كانت تدفن بمقبرة اسمها مقبرة الفلوجة العامرية·