سيدي الوزير: تعددت الحملات والندوات التحسيسية التي أشرفتم عليها، من أجل الحد من ظاهرة العنف في الملاعب، فتكررت نفس الأساليب وصرفت الكثير من الأموال الإضافية في ندوات محلية وجهوية ووطنية، لكن العنف تجدد مثلما يحدث في كل مرة· ومن المؤسف أن تكون بداية الموسم الرياضي الحالي عنفا، فتوقفت مثلا مباراة أهلي البرج مع مولودية الجزائرية قبل نهايتها بوقت طويل بمقاييس الرياضة، مما يعني أن الظاهرة متجذرة في ملاعبنا، وتنبئ بموسم صعب -لا قدر الله- فهل تلجأون للمرة الألف إلى حملة تحسيسية جديدة لا تجدي نفعا في النهاية، وكأن تلك الحملات أصبحت هدفا في حد ذاته، ومنشطوها لا علاقة لهم بالموضوع في الأصل ولم ينزلوا إلى ميادين الكرة ومناصري الفرق ليعرفوا الأسباب الحقيقية لهذا العنف المتصاعد· سيدي الوزير: كنتم قد صرحتم قبل أشهر من الآن وبالحرف أن ''احتراف نوادينا ضروري للحد من العنف في الملاعب''، ووجهت نداء بالمناسبة إلى رؤساء فرق القسم الوطني الأول لكرة القدم على وجه الخصوص من أجل تطبيق ما أسميتموه ''الاحتراف الحقيقي'' الذي يختلف عن ''احتراف الأموال'' ومعظم فرق بطولتنا لا تنقصها الأموال، بل أن بعضها يصرف في سبيل شراء بعض اللاعبين نظير ما تصرفه أعتى الفرق الرياضية العالمية، والنتيجة هي المزيد من العنف والمزيد من التراجع في مستوى كرة القدم الجزائرية· فالاحترام كما فهمنا من كلامكم يعني تنظيم الملاعب وتوعية الأنصار واكتساب ما يسمى ب ''ثقافة الهزيمة''، فكيف يكون ذلك في نوادي توصف بالكبيرة، ورؤساء الكثير منها لا مستوى لهم ولا يملكون إلا ''الشكارة'' التي يعتقدون بأنهم يشترون من خلالها ذمم الحكام والمسؤولين، فكيف يصعد هؤلاء إلى تلك المسؤوليات وهل بإمكانهم اكتساب ''ثقافة الهزيمة'' تلك ونحن نعلم أن ''فاقد الشيء لا يعطيه''· لقد قرأنا في الصحف منذ حوالي ثمانية أشهر، كلاما منسوبا إلى الفنان الصادق جمعاوي، صاحب فرقة ''البحارة'' الشهيرة الذي غنى ''جيبوها يا لولاد'' (وكان يقصد منتخب 1982 لكرة القدم)، يقول فيه بأنه أصدر أغنية جديدة (في ذلك الوقت) بعنوان ''لا للعنف'' بدعم من وزارتكم للشباب والرياضة، وفهمنا أن وزارتكم بصدد التفكير في أساليب غير كلاسيكية في محاربة عنف الملاعب واستبشرنا خيرا بذلك، ومرت الشهور، ولم نر أثرا لتلك الأغنية في وسائل الإعلام، فأين تلك الأغنية يا ترى، ولماذا لم يظهر لها أثر لحد الآن؟ وهل دعمت فعلا مصالحكم صاحبها؟ وهل تدعيم أغنية لا أثر لها في ''الميديا'' أسلوب مبتكر من أجل القضاء نهائيا على عنف الملاعب؟ سيدي الوزير: شاهدناكم منتشين بفوز المنتخب الوطني لكرة القدم أمام نظيره المصري، وأرجعتم ذلك إلى نجاح الإصلاحات التي باشرتموها، لكن الحقيقة أن أمراض الرياضة وكرة القدم على وجه الخصوص مازالت متفشية، وأخطرها العنف في الملاعب الذي بدأ هذه المرة مع غرة الموسم الرياضي، وأن اللاعبين الذين قادوا انتصارات المنتخب هم محترفون في فرق أجنبية، ولا يوجد من المحليين إلا الحارس والمدرب إضافة إلى بعض الجالسين في كرسي الاحتياط، فعن أي نجاح كنتم تتحدثون؟