الضجيج الأخير المثار من داخل بيت الأفالان، يعود بنا إلى نقطة بداية البدايات، من سيحكم الجزائر؟! المسألة كما ينظر إليها الكثير ممن اتصلت بهم لمعرفة ما الذي يختفي وراء الضجيج الأخير ليست مرتبطة بصراع داخلي يتعلق بالأفالان كحزب وجهاز، ولا يتعلق بمسألة السباق نحو تشريعيات ,2012 بل المسألة لها ارتباط أساسي برئاسيات ,2014 ومع ذلك، فالكلام الذي يجري بلغه الكثير من الغموض والضبابية، ولا تجد -على الأقل في الوقت الراهن- من يمتلك الخيط الصحيح، هل من المعقول أن نتحدث الآن عن رئاسيات يفصلنا عنها أربع سنوات بكاملها؟! مجموعة التقويميين يطرحون المسألة على أنها مسألة محاولة إنقاذ الحزب من بلخادم وبطانته، يتهمونه بإهانة الحزب، لأنه استورد شعار المؤتمر الأخير للأفالان، من سودان البشير، قال لي، أحد هؤلاء الغاضبين، أن السيد سلطاني بوجرة شعر بالامتعاظ عندما كان رفقة بلخادم في السودان، لما طلب هذا الأخير من الرئيس السوداني، إعادة استعمال شعار حزب المؤتمر الوطني من طرف الأفالان، وحسب الراوي قال له البشير، أن ذلك يشرفني، وأن ما يهمني هو الحفاظ على وحدة السودان، ويقول لي محدثي، أن سلطاني بالرغم أنه على رأس حزب منافس لم يكن راض عن هذا الطلب من قبل أكبر حزب تاريخي· ويقول لي محدثي، أن بلخادم لم يتوقف عند هذا الأخير بل جلب أورغانيغزام الحزب الحاكم بمصر حتى يستنسخه الأفالان·· وأن الأفالان أراد أن يجعل من الحزب المصري قدوة له، وذلك عندما لجأ إلى رجال المال الفاسد الذين أصبحوا أهل الحل والعقد في الأفالان، ولقد أقسم هؤلاء التقويميون أنه لن يهدأ لهم بال حتى يحققوا الإطاحة ببلخادم وبطانته، لكن ما الذي يمكن أن نفهمه من وراء تصريحات عبد الرحمان بلعياط الذي كان بالأمس من أشد خصوم بلخادم، عندما يقول، أن الرئيس القادم لن يكون إلا من عائلة الأفالان، وهو اليوم يقف إلى جانب بلخادم، وضد من يقف ضده·· هل يريد القول أن اللعبة ضد بلخادم هي لعبة مدبرة أساسا ضد الأفالان؟! ثم ما قصة هذا النهوض المفاجئ للتمرد ضد بلخادم؟! هل يشكل ذلك بالون اختبار، ويكشف عن سيناريو مخبىء لسيناريو لم تتضح ملامحه بعد؟! وهل صحيح أن من يريد إضعاف بلخادم وفريقه، هم المقربون أصلا من محيط الرئيس؟! تساؤلات كثيرة تفرض نفسها، وهي تساؤلات قد تتجاوز اللاعبين الحاليين في حلبة الصراع، لكن الأكيد أن الأيام القادمة ستكشف عن أسرار ما يجري اليوم بشكل غامض وضبابي·