لا أستطيع أن أخفي مشاعري لسقوط الدكتاتور العنيد الذي تعثر في حبل ظلمه وجوره ولا أستطيع أيضا أن أتجاهل المكسب الحقيقي الذي حققه الشباب الذين رابضوا في ساحة ميدان التحرير الذين استبسلوا وأبانوا عن القوة والتحمّل والصبر ولكن.. لكن لا أستطيع أيضا أن أنسى اللعبة القذرة التي دبرها النظام المصري المتعفن بقيادة أبناء الرئيس المخلوع وعصابته في حق شعبنا وشهدائنا.. نعم لقد ''استشفيت'' فيه الظالم الجبار كما لم ''أستشفي'' في أحد يوما لأنه وأمام كل الكذب والافتراء الذي رمونا به... قام أيضا بتهديدنا بكلماته الجوفاء من مجلس الشعب المزوّر الذي بعث لنا بكلمات فارغة.. ''كرامة مصر من كرامة مواطنيها'' في إشارة صريحة إلى أنه ربما سوف يطلق علينا جيشه المدرع بمساعدة إسرائيل ليسترد كرامته المهدورة في أم درمان.. لقد أثبت له الزمن أن شهداء الجزائر الأحرار لا يذهب دمهم هدرا وكل السباب والشتم الذي أغرقنا به هو ونظامه المتعفن.. عشنا ورأينا مثله ولكن كان موجها له.. نعم وجهت له الشتائم و''البلطجة'' والحقرة والبلاهة والتناحة وكل المصطلحات التابعة لها من شعبه وفي عقر داره.. ورأينا وسمعنا أن لكل فرعون موسى.. نحن شعب محترم ودولة محترمة ولا نتعدى على غيرنا أبدا ولا نضع أيدينا في يد الأعداء ومازلنا نتمسك ''بالنيف والشهامة'' ومازلنا صغيرنا قبل كبيرنا نردد مقولة الكبير بومدين ''مع فلسطين ظالمة أو مظلومة'' ولم نتورط في اتفاقيات كامب ديفيد ولا نعبا الغاز للأعداء بأبخس الأثمان والشعب يبحث عن رغيف.. خروجك لم يكن مشرفا كما أردت.. والتاريخ سوف يضع خطا أحمرا تحت اسمك حتى نتذكرك بكل ما هو سيء ونتذكر معك أن الأيام دول وأن الظلم له يوم وأن وأن وأن.. أنا شخصيا ''تشفيت'' فيك ولقد ثأر الزمن لجزائريتي التي حاولت أن تشوهها ب ''بلطجتك''.. وسأبقى مدى الحياة أقول أن الله يمهل ولا يهمل.. وداعا أيه الدكتاتور والعاقبة للبقية..