تحدث محمد ولد العربي خليفة، رئيس المجلس الأعلى للغة العربية عن السيرة الذاتية للشيخ العلامة أمحمد بن يوسف أطفيش، معتبرا إياه أحد أعلام الجزائر وقطب الأئمة، مشيرا إلى أنه وهب حياته كاملة للعلم والتعليم من أجل التقرب من الله تعالى بالتقوى والاستقامة وخدمة الجماعة وعمله بلا كلل على إحياء علوم الدين ودعوته المبكرة في الجزائر لإصلاح حال المسلمين. كما كشف ولد خليفة، أمس، خلال تنشيطه برنامج يوم دراسي حول القطب الموسوعي أمحمد بن يوسف أطفيش بفندق الأروية الذهبية ببن عكنون عن الخصال الطيبة التي اتصف بها قطب الأئمة أمحمد بن يوسف، حيث أحب العلامة اللغة العربية وأقبل عليها في صباه وأتقنها نظما ونثرا ونبغ في فنونها وعلومها. وأضاف المتحدث في السياق ذاته أن العلامة أتمّ حفظ القرآن في الثامنة من عمره وتطوع للتعليم في منزله الشخصي وهو في سن الخامسة عشرة بعد أن حوّله إلى مدرسة. من جهة أخرى، كشف رئيس مجلس اللغة العربية عن بعض الدلائل التي تشير إلى موهبة الرجل وهو في ريعان شبابه، فقد نظم قصيدة متكونة من خمسة آلاف بيت لا تزال إلى يومنا مخطوطا وعمره لم يتعد الخامسة عشر، وهذا الأخير يساوي عشرات الدواوين التي نشرت في السنوات الأخيرة مما يسمى الشعر الحرّ أو المنثور، حسب ما أكد ذات المتحدث. في السياق ذاته، قال ولد خليفة إن للعلامة مؤلفات كثيرة وأنها تجاوزت المائة ويصل تعدادها عند البعض الآخر إلى ثلاثمائة في كل من العلوم الطبيعية والفقه وأصول التفسير والتجويد والحديث والسيرة النبوية والفلسفة والفلك والحساب، فضلا عن رسائله إلى العلماء من معاصريه للإجابة عن بعض المسائل. وحسب ما أكده العربي ولد خليفة، فإن الشيخ تحصل على هذه المعرفة الموسوعية من بيئته المحلية في واحة بميزاب، كما أنه نهل من مكتباتها الزاخرة بعلوم عصره إلى جانب ذلك كان له تفتح على البلدان في العالم الإسلامي، وقد استحضرت فتيحة يطو، أستاذة تاريخ من جامعة سيدي بلعباس في مداخلتها المعنونة رسالة الرد على إلحاق وادي ميزاب والاعتراض على مشروع قانون النائب جاك بيو الخاص بتعديل الملكية العقارية بالجزائر1894 م للشيخ أمحمد بن سويف أطفيش عن منطقة وادي ميزاب وأحكام الشريعة الإسلامية والتصدي للسياسة الفرنسية، وتعد هذه المداخلة جزءا من رسالة مشاركة في تدوين جانب من تاريخ الجزائر في القرن ,19 في حين أكد صالح بلعيد، دكتور من جامعة تيزي وزو في مداخلته بخصوص لقب ''القطب'' وعن سبب تسمية العلامة به، أن العلامة يحمل صفات القطب التي تعني علو الإمامة والآيات المرجعية والطريقة المتجلية في الصوفية التي تجيز للمريد نقل خبرات الإمام والقول بها أو فعلها وتبرير أفعاله بما هو جائز له دون غيره، كما عنون أستاذ تواتي بن تواتي القادم من جامعة الأغواط مداخلته منهج التفسير عند القطب أطفيش.