المجرم معمر القذافي الذي نهب من أموال الشعب الليبي 182 مليار دولار إلى حد الآن لم يشبع بعد من النهب·· والمبلغ المذكور هو عشر مرات ميزانية ليبيا لهذه السنة·· وهذا المبلغ أيضا يمكنه إطعام كل الشعوب العربية لمدة أربع سنوات·· وقد رأينا ابنه الذي لا يقل إجراما عن أبيه وهو المسمى سيف الإسلام القذافي يتوعد ويهدد الشعب·· ولسنا ندري بأية صفة كان يتحدث·· كما لو أن ليبيا هي مزرعة أبيه·· والحقيقة أن كل العائلات الحاكمة في البلاد العربية تعتقد أن هذه الأوطان هي مزارع مملوكة لها وما الشعب إلا خدم وخماسين· ليبيا رفعت رأسها عاليا·· وملت من هذا الوجه البشع للقذافي·· من صوته ومن قبضته المرفوعة في كل المناسبات·· من عتهه وكتابه الأخضر وألبسته المزركشة ومن ألقابه السوريالية ومن كل ما يمت له بصلة· قبل سنوات كان القذافي هو العدو الأول لأمريكا وللغرب·· ولما أعطاه الطيران الأمريكي ''طريحة'' صحيحة خاف الرجل وانبطح وباع كل المبادئ الفضفاضة باستثمارات في الغرب وبهدايا وبرشاوى· الشعب الليبي فاجأنا اليوم بوجه مغاير وصوت مغاير، الظاهر أنه كان مكتوما ومغيبا من المجرم الذي قمع كل صوت رافض وقمع في الشعب الليبي حتى مجرد التفكير في الرفض·· لكن دوام الحال من المحال·· رياح الثورة هبت عاصفة عاتية وستأخذ معها كل الطغاة·· القذافي المجرم لم يتوان على الإبادة الجماعية للشعب·· ولكن نظامه يتساقط مثل تساقط شعر المريض المصاب بالجذام يتساقط شعرة شعرة وخلية خلية·· تمردت عليه قيادات في الجيش واستقال وزراء وسفراء·· وبقي وحده مع مرتزقته· الشعب الليبي ملّ من القذافي ومن اسمه والعلم الأخضر ومن التقويم الغريب الذي لا يوجد إلا في ذهن القذافي ومن اسم الجماهيرية ومن كل ما أنتجه الفكر القذافي المقذوف· الليبيون موعودون بمستقبل واعد·· بنفطهم وأرضهم الشاسعة·· الليبيون موعودون بكرامة هدرها هذا المجرم لأكثر من أربعين سنة·· فهنيئا لهم·· والمجد والخلود لشهداء الثورة·