منعت، أمس، قوات الأمن، يوما واحدا فقط بعد سريان رفع حالة الطوارئ حيز التنفيذ، مسيرة التنسيقية الوطنية للتغيير والديمقراطية، بدعوى عدم حصول منظميها على ترخيص من ولاية الجزائر، حسب ما أكده أمس الأول وزير الداخلية والجماعات المحلية دحو ولد قابلية، فيما تحوّلت المسيرة إلى تجمعات للمتظاهرين، وبعض المناوئين لها· كما سادت حالة من اللاأمن جراء تعرّض العشرات منهم لعمليات سرقة لهواتفهم النقالة من بينهم النائب في المجلس الشعبي الوطني حاج أعراب ليلى· اختار منظمو المسيرة ساحة الشهداء لتكون نقطة انطلاق مسيرتهم غير المرخصة نحو ساحة أول ماي، عوض العكس، كما كانت عليه المسيرتان السابقتان· وقد عكست اتجاهها لتكون أقرب إلى مقر البرلمان، غير أن قوات الأمن منعت المسيرة بدفع المحتجين نحو الشوارع المحيطة بساحة الشهداء من أجل منعهم من التجمع وسطها· وقد قدرت مصالح الأمن عدد الحاضرين ب 10 أشخاص فقط، في حين قدرتهم وسائل الإعلام الأجنبية ب 600 شخص· كانت الساعة تشير إلى العاشرة صباحا عندما شوهد بعض الأشخاص الذين كانت تبدو عليهم علامات قدومهم للمشاركة في المسيرة· وتحت مراقبة أعوان الأمن الذين طوقوا جميع المنافذ سواء بالقرب من مقر المديرية العامة للأمن الوطني بباب الوادي أو على مستوى شارع باب عزون الذي يفصل القصبة عن ساحة الشهداء أو المنافذ المتفرعة عن شارع باب عزون، استقر عدد من شاحنات نقل أعوان مكافحة الشغب على مستوى ساحة بور سعيد ''السكوار''· العاشرة والربع: وصل رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية سعيد سعدي تحت تصفيقات عدد من الشباب الذين فضلوا التجمع بالقرب من الجامع الكبير الذي يقع وسط ساحة الشهداء، وهم يرددون شعار ''جزائر حرة ديمقراطية''· وفي تلك اللحظة تدخلت قوات الأمن لفض التجمع وإجبارهم على فسح الطريق لحركة سير السيارة، ويصعد سعدي فوق سيارة للشرطة ليحي الحاضرين، ثم يتقدم أحد الأشخاص وهو يرفع إطارا لصورة رئيس الجمهورية، لكنه ينسحب بهدوء، غير أن شخصا آخر كان يدفعه ويطلب منه الاقتراب منه· العاشرة والنصف: يصل علي يحيى عبد النور ساحة الشهداء ويحاول بعض المراهقين التهجم عليه وشتمه، لكنه بقي حائرا أمام ما كان يشاهده ثم تقترب منه صحفية من التلفزيون لتحاول محاورته، فيرفض علي يحي عبد النور· وكان قبل ذلك الأستاذ عبد النور قد سألها، من أية قناة؟ لترد عليه من وكالة الأنباء ثم تبتسم وتقول ''أنا من التلفزيون الجزائري'' ليرد عليها علي يحيى عبد النور ''مع كل احترامي لك لن أدلي لك بتصريح''· الحادية عشرة: عشرات المراهقين يتجمعون بالقرب من مقر بلدية القصبة التي كانت أبوابها مفتوحة ويرددون شعارات مناوئة للمسيرة، مع التفوه بكلام بذيء وعبارات عنصرية مثل ''أمشي لبلادك''، ليتدخل بعض الأشخاص بهندام إسلامي ولحي ثم يغيرون من لهجتهم ويرددون بعض الشعارات التي كان يرفعها الفيس المحل مثل ''عليها نحيا وعليها نموت'' و''دولة إسلامية''· وتتدخل قوات الأمن لمنع احتكاكاهم بالمتظاهرين الذين دفعوا إلى ساحة بور سعيد وتشكل قوات الأمن حاجزا بينهم وبين المتظاهرين لتفادي صدامات بين مجموعة أصبحت تردد شعارات مناهضة للسلطة وأخرى ترفع صور رئيس الجمهورية التي زوّدوا بها من بلدية القصبة، وهم يهتفون بحياته· الحادية عشر والنصف: الصحفيون يتعرضون لمضايقات من جانب عناصر الشرطة بعضهم تعرّض للتعنيف وآخرون تعرّضوا إلى مضايقات من بعض المراهقين الذين كانوا يشتمونهم، بعضهم ينادي عليهم: ''اذهبوا يا شيوعيين''· وتعرض صحفي فرانس 24 كمال زايت إلى تعنيف كبير بالرغم من أنه كان يحمل ميكروفون يحمل شعار القناة التي يعمل مراسلا لها· منتصف النهار: بدأ الجميع يتفرقون، تحت مراقبة عناصر الشرطة التي انتشرت في كل مكان، بداية من ساحة الشهداء وصولا إلى شارع زيغود يوسف، مع محاولتها الحافظ على حركة سير السيارات، ليبدأ الذين تعرضوا لعمليات سرقة هواتفهم النقالة رحلة البحث عنها·